يديك على جسدي !!! فاستلقى العفريت وضغطت على عظامه فاسترخى وزال غضبه ثم قال ان كنت تريدين الحقيقة فالوصول إليه يكاد يكون مستحيلا لأن من يريد ذلك عليه أن يأخذ سبعة أزواج من نعالى وسبعة من مراوحي وسبعة طواق مفرد طاقية فسألته ولم تصلح هذه الأشياء ضحك وأجابها أما النعال لكي يلبس أولهاويسير به حتى ېتمزق عندها يجد في نهاية الطريق بحرا يرمي فيه طاقية تتحول إلى زورق صغير يوصله إلى الشاطئ الثاني .
ثم يعبر البر الثاني بنعل جديد حتى يصل الشاطئ الثالث وهكذا حتى يقطع البرور والبحور السبعة بعدها سيجد بناء مهجورا يشبه المسجد وحوله بأشجار النخيل والماء والعيون وفي وسط ذلك البناء يوجد قبر يوسف وعليه أن يحرك كل مرة مروحة من المراوح السبعة وكلما تمزقت واحدة منها إنفتح قبر من القپور السبعة ولما تتمزق المروحة السابعة ينفتح القپر الأخير الذي فيه يوسف وينفك عنه السحر ويتمكن من النجاة بعد ذلك طلبت منه الفتاة أن يحكي لها عن قصص أخرى حتى تعب العفريت ونام عندئذ تسللت إلى ضيفتها وحكت لها كل ما سمعته وقالت لها الوصول إلى يوسف ليس هينا وان لم تكن لك القدرة على ذلك ارجعي إلى أبيك وأخواتك !!!
لكن نور ردت لقد خرجت للبحث عن مكتوبي ولن أعود قبل أن أنقذ يوسف قالت الفتاة ما دام الأمر كذلك سأجهزك للرحيل وسړقت سبعة من نعال العفريت وطاقياته ومراوحه وسلمتها لنور وأعدت لها زاد و قربة ماء وأعطتها كبقية أخواتها لوزة وطلبت منها كسرها كلما إحتاجت لمساعدة وفي الصباح إنتظرت إنصراف العفريت ثم خرجت وركبت حصانها وهي لا تدري أين ستتجه ..
سارت نور مسافة طويلة بإتجاه شروق الشمس ولما تعب الحصان نزلت وتركته يرعى ولبست حذاء العفريت ووضعت أغراضها على كتفيها وبدأت في المشي وهي تتعثر فالحذاء كان كبيرا على ساقيها وفي بعض المرات تسقط على وجهها وبعد سبعة أيام من المشي تقطعت أنفاسها ومازال الحذاء سليما لم يصب بخدش واحد فجلست تفكر وقد أصابها اليأس ونظرت حولها فرأت طيرا ينقر في غصن شجرة حتى أحدث ثقبا إستخرج منه دودة وطار ثم وقفت وقالت كم أنا حمقاء فلن ېتمزق النعل إلا إذا دبرت حيلة !!!
ذهبت إلى مكان مليئ بالحصى والحجارة ومشت عليها وفي آخر النهار إمتلأ الحذاء بالثقوب ففرحت ورغم إعيائها قالت لن أقف حتى ولو مشيت كامل الليل يجب أن أجد يوسف وأرجع بسرعة. لقد مضى علي ثلاثة أشهر وأنا غائبة عن أختي وسيغضب أبي إن جاء ولم يجدني وربما يمرض لفقداني وأنا لا أحب أن يقع له مكروه بسببي كانت الحجارة حادة الأطراف ولم يطل الأمر حتى تمزق الحذاء وخرجت أصابعها منه ثم وقفت وجالت بنظرها في الغابة فلم تر شيئا لقد فكرت أن الحذاء لن يقودها إلى أرض معلومة بل ستظهر أمامها إذا تمزق الحذاء .
وفجأة رأت كثيرا من الحيوانات تذهب وتجيئ غزلان ومها وثعالب فتعجبت لأنه قبل لحظات كانت الغابة فارغة فتبعتها وهي تعرج بالحذاء الممزق حتى جرحت ساقها ومن بعيد رأت بحرا واسعا تتلاطم فيه الأمواج .
فركت عينيها لتتأكد أن ما تراه حقيقة وتسائلت من أين جاء هذا البحر وأين أنا لكنها لما وصلت إلى الشاطئ نسيت كل شيئ وبدأت تمرح في الماء البارد بعد كل العناء الذي قاسته ثم أخذت طاقية ورمتها ووقفت تنتظر وما هي لحظات حتى أخذت تكبر إلى أن صارت مركبا يمكنه العوم على الماء فقفزت فيه ووضعت حاجياتها ثم إستلقت ونامت من شدة الإعياء .أبحرت الطاقية كامل الليل وفي الصباح لما فتحت عينيها سمعت صياح النوارس ورأت نفسها على الشاطئ فأخذت نعلا آخر ومشت به في الأرض الثانية على الحجارة حتى تمزق ووصلت إلى البحر الثانيوأمضت سبعة أيام وسبعة ليالي وهي تعبر البحور والبرور ونفذ طعامها ومائها في اليوم الرابع لكن في اليوم السادس هطلت الأمطار فشربت وملأت قربتها ولم تجد شيئا تأكله فكل نباتات البر كانت مرة أما البحر فأسماكه متوحشة .
في الأخير وصلت إلى جزيرة خضراء فيها النخيل والفواكه والآبار والعيون الجارية ولم يكن هناك مخلوق فبدأت تقطف من الثمار وتأكل حتى شبعت ثم خلعت ملابسها ونزلت لتستحم و أحست بالراحة فلقد كانت الجزيرة جميلة ثم قامت وقد إمتلأ قلبها بالسرور وبدأت تبحث عن مسجد منهدم وبعد قليل وجدته أمامها كما وصفته لها الفتاة في القصر الثالث ولما دخلت الفناء وجدت سبعة قبور مصفوفة إلى جوار بعضها والذي في الوسط على شكل قبة خضراء فجلست قرب القپر الأول وأخذت أحد المراوح وبدأت تحركها طول اليوم ورغم
أنها أحست بالتعب إلا أنها لم تتوقف لحظة واحدة ولما حل الليل تمزقت المروحة فانتفتح القپر ولم تجد الوقت لتفرح
فلقد غلبها النعاس .
وفي الغد كانت ذراعها تألمها لكن تحاملت على