نفسها وقالت لم يبق إلا القليل وأرى يوسف الذي حلمت به طوال هذه الأيام وفي آخر اليوم إنفتح القپر الثاني لما جاء اليوم الثالث بات من الواضح أنها لن تقدر على تحريك المروحة فأخذت في البكاء لكن فجأة سمعت أصواتا ولما ذهبت لترى ما يحصل وجدت جمعا من التجار وقد لاح عليهم الجوع والعطش فأرتهم مكان الماء والثمار فأكلوا وشربوا وحمدوا الله على نجاتهم وحين سألتهم عن حالهم أخبروها أن سفينتهم ضاعت في البحر ووجدوا أنفسهم في هذه الجزيرة العجيبة فكسرت أحد اللوزات التي أعطتها لها الفتيات الثلاثة وخرجت منها حمامة قالت لهم أنها ستقودكم إلى أرضكم فشكروها وأعطوها خادمة حبشية قوية البدن لكنها ليست جميلة الوجه ثم رجعوا إلى مركبهم ورحلوا .
حكت نور قصتها للخادمة وطلبت منها مساعدتها ريثما تشفى ذراعها أمسكت الخادمة مروحة وحركتها بقوة وبعد ساعات انفتح القپر الثالث ثم القپر الرابع والخامس أما نور فنامت طول اليوم ولم تعلم بما حصل في الصباح قالت الزنجية في نفسها سأفتح قبر الأمير ولما يراني سينفذ عهده ويتزوجني وأصير أميرة فأنا لا أستحق حياة الخدم ونور هي من سيخدمني !!! إنفتح القپر السادس فخرج منه حصان أبيض ليس أجمل منه وبدأت القبة الخضراء تتشقق بهواء المروحة السابعة ولما تمزقت أوراقها إنهارت الأحجار وظهر بينها فتى لا يوجد في الدنيا أكثر منه وسامة ورجولة وعندما رأى الحبشية أمامه إنزعج من بشاعة وجهها لكنه قال في نفسه لما يقطع يوسف وعدا فإنه ينفذه وسأتزوج تلك الفتاة .
سمعت نور صهيل جواد وحين فتحت عينيها رأت القپر السابع مفتوحا وقربه يوسف يمسك يد الحبشية ويركبها وراءه على الحصان الأبيض وفي هذه اللحظة إختفت الجزيرة الخضراء ووجدت نفسها في الغابة التي خرجت منها فصاحت پألم يوسف أنا نور حبيبتك لا تتركني!!! ثم سقطت على الأرض مغمى عليها نظرت لها الحبشية پشماتة ثم سارت مع يوسف إلى مملكة أبيه التي توجد بعيدا وراء الغابة ..
...
يوسف المسحور بين سبعقبور
الجزء الثامن
مشط الألماس.
بكت نور وتساقطت دموعها غزيرة على خدها وقالت بعد كل هذا التعب والشقاء يضيع كل شيئ وتخدعني خادمة !!! لكن بعد قليل مسحت وجهها بكم ثوبها ثم وقفت وصاحت يوسف هو مكتوبي ولن أترك امرأة أخرى تفوز به ثم بحثت عن حصانها فوجدته حيث تركته وفرحت كان عليه صرة ملابس جديدة أأعطتها لها الأميرة في قصر العفريت لم تكن لها الوقت لتبحث عن طعام واكتفت بملء قربتها من جدول صغير وأطلقت العنان للحصان وصارت تدخل من قرية وتخرج من أخرى وتسأل كل من يعترض سبيلها عن فتى وخادمة سوداء لكن لم تجد من يعطيها خبرا عنهما وواصلت طريقها وقد إشتد بها الجوع وملت من أكل التوت البري الذي تجده في طريقها واضطرت إلى بيع ما بقي من ملابسها لتشتري خبزا ولبنا وعلفا للحصان .
وبينما هي تسير يوما وقد أنهكها التعب والجوع لمحت شيخا كبيرا تحت شجرة يطبخ طعاما فذهبت وسلمت عليه ولما رأى حالتها أشفق عليها ودعاها إلى الجلوس والأكل معه فقالت له لن أنسى معروفكأجابها أنا ناسك أعيش وحدي ونادرا ما أكلم أحدا وبعدما أكلت واستراحت سألته هل من عادتك أن ترى المارين على الطريق فقال لها كأنك تبحثين عن أحد أجابت نعم عن فتى وإمرأة سوداء !!! فحك ذقنه وقال لقد رأيتهما واستغربت كيف لفتى مثل القمر أن يحب بنتا قبيحة الوجه فلقد كان يمسك يدها ولا يرفع عينيه عنها وقبل أن يتم كلامه قفزت على حصانها وهمزته فركض بسرعة فصاح الناسك لم تشربي الشاي !!!
لكن نور كانت تخشى أن تصل بعد فوات الأوان وماهي ساعة حتى وصلت لمدينة كبيرة مزينة الشوارع ولم يكن هناك حاجة لمعرفة أنها مملكة يوسف وأن القوم يستعدون لزواج كبير ولما سألت رجلا ينصب الموائد في الساحة الواسعة عن العروسة أخبرها أن أب يوسف وأمه لا يحبونها وقد ڠضبا منه لأنها ليست إبنة ملوك وفوق ذلك هي قبيحة لكن أمام إصراره لم يجدا بدا من القبول فقالت في نفسها لقد إنتصرت علي مرة لكني من سيربح في النهاية ثم أخذت اللوزة الثانية وكسرتها وأخرجت مشطا من الذهب مرصع بالألماس ثم رأت تارجرا يفرغ بضاعته والعبيد يحملونها إلى القصر فأخذت سلة ودخلت بها .
ثم اتجهت إلى جناح الحريم واندست وسطهم فجاء الخدم وأدخلوها للحمام وألبسوها ثياب الأميرات وهم يعتقدون أنها أحد جواري السلطان لشدة بياضها وجمالها لكن رأتها قهرمانة القصر وقالت لها لا أعرفك!!! متى جئت إلى هنا قالت لها نور لقد أدخلني يوسف واتفقنا أن أكون عنده الليلة
فابتسمت القهرمانة لذوق الأمير لكنها سألتها ومن يضمن لي أنك تقولين الصدقفأخرجت لها المشط المرصع بالألماس وقالت لها هذا هدية من
يوسف لك إندهشت القهرمانة فأجابتها موعدنا هذه الليلة إذن ولن يعلم أحد