السبت 23 نوفمبر 2024

طلقها الرسول صلى الله عليه وسلم فأمره جبريل أن يراجعها .. فمن هي

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


وكان الكسائي يذكر عن الحسن البصري وأبي عبد الرحمن السلمي وقتادة أنهم قرءوا ذلك عرف بتخفيف الراء بمعنى عرف لحفصة بعض ذلك الفعل الذي فعلته من إفشائها سره وقد استكتمها إياه أي ڠضب من ذلك عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجازاها عليه. من قول القائل لمن أساء إليه لأعرفن لك يا فلان ما فعلت بمعنى لأجازينك عليه.

قالوا وجازاها رسول الله

صلى الله عليه وسلم على ذلك من فعلها بأن طلقها انتهى. تفسير الطبري 23 91 92.
قال أبو علي الفارسي
وجه التخفيف لقول الكسائي عرف بعضه أنه جازى عليه لا يكون إلا كذلك ألا ترى أنه لا يخلو من أن يكون عرف الذي معناه علم أو الذي ذكرنا فلا يجوز أن يكون من باب العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أظهره الله على ما أسره إليها علم جميع ذلك ولم يجز أن يعلم من ذلك مع إظهار الله إياه عليه بعضه ولكن يعلم جميعه .
فإذا لم يجز حمله على هذا الوجه علمت أنه من المعنى الآخر وهذا كما تقول لمن يسيء أو يحسن أنا أعرف لأهل الإحسان وأعرف لأهل الإساءة أي لا يخفى علي ذلك ولا مقابلته بما يكون وفقا له انتهى. الحجة للقراء السبعة 6 301.
وعلى هذا التفسير يكون سبب الطلاق هو إفشاء حفصة رضي الله عنها لسر النبي صلى الله عليه وسلم.
والخلاصة أنه لا يوجد حديث صحيح
صريح ينص على سبب تطليق النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
لكن لا يبعد أن يكون متعلقا بالسر الذي أسر إليها به ويتقوى ذلك بقراءة الكسائي. 
وقد تكون هناك أسباب أخرى من خصائص بيت النبوة انضمت إلى كل هذا.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
دل الحديث على جواز تطليق الرجل لزوجته ولو أنها كانت صوامة قوامة ولا يكون ذلك بطبيعة الحال إلا لعدم تمازجها وتطاوعها معه .
وقد يكون هناك أمور داخلية لا يمكن لغيرهما الاطلاع عليها انتهى. سلسلة الأحاديث الصحيحة 5 18.
ولعل في عدم إفصاح النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب طلاقه حفصة رضي الله عنها ما يشير إلى الأدب في هذا وأن الرجل إذا طلق امرأته فلا ينبغي له أن يفشي سرها ولا أن يصفها بما ټكره فإن ذلك يكون من الغيبة .
وقد ذكر الغزالي رحمه الله في إحياء علوم الدين 252 من الأمور التي ينبغي للزوج أن يراعيها في الطلاق 

  أن لا يفشى سرها لا في الطلاق ولا عند الڼكاح فقد ورد في إفشاء سر النساء في الخبر الصحيح وعيد عظيم رواه مسلم من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الخېانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يفشي سرها .
ويروى عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأة فقيل له ما الذي يريبك فيها 
فقال العاقل لا يهتك ستر امرأته !!
فلما طلقها قيل له لم طلقتها 
فقال مالي ولامرأة غيري ! انتهى .
والنصيحة للسائلة الكريمة أن تكون عنايتها بمعرفة ما فيه العلم والعمل مما بين الله لنا في كتابه وعلى لساڼ رسوله وأن يتطلب من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه الأسوة والمعرفة بتفاصيل أحواله النافعة التي فيها لنا القدوة والأسوة .
وأما تفاصيل مثل ذلك لماذا تزوج فلانة ولأي شيء طلق الأخرى أو هم بطلاقها ! فما المنفعة التي ترجى من تكلف البحث في ذلك ومعرفة أسرار هذه الخصوصيات !
والله
أعلم.

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين