معلمتى
يداس في الوحل !! وان كرامته طالها العبث …………….. وأي عبث !! انها ملامح فجر كل ما فيه عار مهدر وشرف مفرط فيه … ظل هكذا لا يلوي على شيء ظل لدقائق امتدت لتكمل الساعات الأربع صامتا حائرا مذهولا
من هذه الصد@مة التي لم تخطر له على بال … وفي الجهة الأخرى كان كل شيء مبلل !! فنحيب هذه العروس ميلاف لم يترك للجفاف وجودا.. كانت دموعها تنهمر على كل شيء وهي تجلس واضعة رأسها بين أحضان رجليها.. لا تقوى على النظر في أي شيء..وكأني أرى ابليس قد بدأ يداعب أفكاره …هكذا قالت ميلاف وهي تحكي هذا الموقف.. ثم تكمل: انتابني فزع وألم أشد من كل ألم.. لم أتخيل ولو للحظة بأن يأتي يوما من الأيام واقف في هذا الموقف الذي شعرت بأنه يقتلني وانا اتنفس.. لقد دنى أجلي.. ولم استطع أن اخبره بالحقيقة فلن يتقبل ولن يصدق.. لم استطع عمل شيء.. كنت أشعر بالأرض تدور بي والظلام الدامس والمصير المجهول الملامح يتربصان بي …. وهو في مكانه.. ظل هكذا وفجأة.. اقترب مني فتجمدت اطرافي ووقفت غصة في حلقي وتوقفت أنفاسي.. ( كنتي بيوما امنيتي.. وكنت افخر بك كثيرا وفعلت كل ما بوسعي لأوفر لكي السعادة …. ها انتي الان بين يدي ومحسوبة علي زوجة.. ولكن.. زوجه خائنة فقدت عبيرها وباعت نفسها !!!!!!! واجهي مصيرك الآن فما فعلتيه لا يغتفر…. لقد جلبتي لأهلك العار واهديتيني التعاسة.. انتي تفعلين ما فعلتي.. تتنازلين عن شرفك ولماذا
؟؟ اهذا جزاء ثقة اهلك بك ؟ اهذا جزاءهم على تربيتهم وفضلهم عليك ِ؟ ) كانت هذه الكلمات التي تفوه بها الزوج التعيس.. كافية لتدمير ما تبقى في ميلاف من أي شيء.. سقطت على الأرض فاقدة كل شيء سوى قلب مازال ينبض.. دهشة وقلق.. فزع وتوتر وخوف.. كلها ملامح تجدها في وجوه ذلك الحشد العائلي الكبير الذي اكتظت به أروقة المستشفى … كانت والدتها تبكي وهي تتوسل الى الطبيب كي يسمح لها برؤية ابنتها التي تقضي صباح اليوم الأول من الزواج بين احضان الأجهزة الطبية وانابيب الاكسجين.. والمغذيات ورائحة الأدوية والحقن … واين ؟؟ في قسم العناية الفائقة…. الكل يسأل العريس في خجل.. ان شاء الله خير ماذا حصل؟؟ الأب والأم المنهارة واخوة ميلاف وابناء عمها واقربائها بالإضافه الى والده ووالدته واخوته … كان يختنق وكأن بركانا بصدره يريد الانفجار ولكن أمام هذا الموقف الذي حدث حاول ان يتماسك.. وتحركت فيه كل قطوف ذلك الحب الكبير الذي يحمله لميلاف.. كان القلق باديا على وجهه رغم ألمه.... زادت الأسئلة من حوله واصبح حائرا ماذا يقول وكيف يتصرف.. انه الوحيد الذي يعلم لما هي ميلاف هنا.. ماذا حدث ؟؟ وجد نفسه فجأة يفقد قواه ولم تعد رجلاه تستطيعان حمله.. اقترب من الكرسي المجاور وجلس.. كان يموت من الألم وكان يخفي كل ذلك … اقترب منه والد ميلاف وحاول أن يهون عليه مما هو فيه من اضطراب وتوتر بسبب عروسه قائلا: يا بني انه قدر الله رب العالمين فأهدأ وكن مؤمنا بقضاء الله واخبرني بما جرى !! يا بني انا والدها فأرجوك.. ما الذي حصل ؟! هل هي تبعات ليلة الدخلة وما يحدث فيها أم شيء آخر؟؟ يا عمي.. اطمئن ميلاف ليس بها سوى الخير وان شاء الله تقوم بالسلامة ………. كان رده باهتا باردا لم يقنع والد ميلاف.. وشعر بحنكته ان أمرا ما قد حصل !! ترقب الجميع خروج الطبيب من غرفة العناية الفائقة …. هاهو يخرج الآن.. اقترب منه الـــــزوج ومعه والدي ميلاف … انها تعاني من انهيار عصبي شديد افقدها القدرة على النطق !!! وضعناها تحت ملاحظتنا القصوى وهي الان نائمة … اطمئنوا سنقوم بكل ما في وسعنا وان شاء الله تستقر حالتها …….. وقعت كلمات الطبيب المقتضبه والتي تخفي اكثر مما قال وقع الصاعقة على والدة ميلاف فانهارت فورا وزادت الموقف تأثرا والمًا.. اما البقية فتماسكوا بصبر