ما معنى رِجَالًا وضَامِرٍ فى الآية 27 من سورة الحج
وقوله { يأتين من كل فج }... يعني: طريق
كما قال: ( وجعلنا فيها فجاجا سبلا )
وقوله: ( عميق )... أي: بعيد
قاله
١_ مجاهد ٢_ وعطاء ٣ _والسدي ٤_ وقتادة ٥_ ومقاتل بن حيان ٦_والثوري... وغير واحد... كلهم فسروا هذه الآية كما قال ابن كثير
تفسير الطبري قال:_
قال ابن عباس [[ طبعا ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة وصحابي جليل وابن عم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ]]
قال ابن عباس ( مِنْ كُلّ فَجّ عَمِيق )... قال: بعيد
تفسير البغوي
( يأتين من كل فج عميق )... أي من كل طريق بعيد
نكتفي بهذا القدر.. من اشهر كتب التفسير
ولكن السؤال المهم.. لماذا القرآن يقول من كل فج عميق، ولم يقول:_ من كل بلد بعيد
{{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }}
سيدنا ابراهيم عليه السلام في مكة في ذلك الزمن.. وبيت الله الحرام في وادي
حول مكة لا يوجد احد يسكن هناك
سيدنا ابراهيم أمره الله برفع القواعد من البيت، ثم أمره أن يأذن بالناس للحج
فالله يخبره أن الناس سيأتون الى هذا المكان المقطوع والبعيد عن كل البلاد في لهفة لن يمنعهم مشقة الطريق ولا بعد المسافة
وليس هذا فقط
سيأتون مشيًا على ارجلهم.. من شدة انجذاب القلوب لهذا البيت والحج
وليس هذا فقط... سيأتون ايضا الى هذا البيت من كل طريق صعب وبعيد
اطمئن يا خليل الله ابراهيم.. سيأتون رغم كل الصعوبات
إذن الآية دلالة على المبالغة بالمشقة، ورغم عدم توفر وسيلة المواصلات عند بعض الناس سيأتون مشيا.. ورغم أن الطريق لبعضهم من بلادهم لبيت الله الحرام يعتبر اصعب الطرقات.. لن يمنعهم ذلك من انجذاب قلوبهم لبيت الله سيأتون... فهذا السر الذي وضعه الله في بيته الحرام مغناطيس يجذب القلوب مما يجعل الناس تخوض الصعاب للوصول إليه
[[ تقريب للعقول.. تقول اريد ان اعزم فلان على الغداء، فيقول لك اخوك سمعت ان فلان مريض صعب ان يلبي الدعوة
فتقول:_ فلان يحب الطعام.. لو كان مريض وعزمته سيأتي زحف ولا يفوت عليه الطعام.. لغة مبالغة بمعنى سيأتي لن يمنعه شيء ]]
{{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }}
عندما تأذن يا ابراهيم في الناس، لا تفكر كيف سيأتون الى هذا المكان المقطوع والبعيد