رواية المطارد جميع الفصول كاملة بقلم امل نصر
انت في الصفحة 73 من 73 صفحات
لا يريد تكرار التجربة المريرة مرة أخرى هذه المرة لو حدث مايخشاه لن يتردد ويتأخر في القټل وصل الطابق المذكور وأمام الشقة الموصوفة التقط انفاسه سريعا قبل ان يدفعه بكل قوته بقدمه فانفتح مكسورا ودلف للداخل بعقل مشتت يتقدم بخطواته بارتباك لعدم معرفته بوجهته حتى وصل الى اسماعه صوت همهمة من احدى الغرف مصحوبة بنحيب في ظرف ثانية كان مخترق الغرفة صعق لما راه
هذا الفتى يستوعب الصدمة فنهض يهجم عليه صارخا
انت مين يابن ال تدخل بيتي وتتهجم عليا
انا ملك المۏت ياروح اللي جاي يقبض روحك
مش كدة ياباشا الله يخليك هو انت عايز تقتله وتضيع نفسك
عمل فيكي ابن الكل ده اوعي يكون مسك ولا أذاكي
ملحقش يعمل حاجة ياهانم صالح بيه لحقها
انتقلت بعيناها اليه فوجدته يغمض عيناه لاهثا بتعب فقال موجها خطابه للرجل الواقف امامها يشير لكرم المرتمي على الأرض كچثة هامدة
استنى ياصالح خد منه التليفون دا مفبركلي صور فيه
اومأ برأسه لها
ماتقلقيش واطمني انا هادبر كل حاجة
بعد قليل
خلاص بقى اهدى كدة مدام ربنا ستر
مش قادرة اني كنت هاضيع في لحظة و
ازدادت شهقاتها قبل ان تنزع نفسها وتسألهم
لكن انتوا عرفتوا ازاي مين اللي قالكم
اسألي صالح هو اللي عنده كل المعلومات انا عرفت على اخر لحظة
قالت يمنى فرد صالح من جهته
انا عيني ماتشالش من على حد فيكم من ساعة ما طلعت من بيتكم وخصوصا انت يا ندى عشان انا قلقت
هو انت كنت ماشية مع الواد ده صح
اطرقت برأسها ندى واجأبت بخزي
والله ماكانت علاقة بالمعنى المعروف انا فتحلته سكة للكلام معايا عشان اثبتلي انه عايزني في الحلال يعني مش بيتسلى بيا ولا بيضحك عليا هو بس تصرفاته كانت غريبة وخلتني اشك فيه في الاخر
اومأ لها صالح وهو ينظر اليهل في المراة قائلا
مش معنى انه عايزك في الحلال يبقى انسان ملاك كرم دا انا سألت عنه وعرفت بمشاكله النفسية مع والده ووالدته التي رمته واتجوزت وسابت البلد مش ماټت زي ماهو كان مفهمك الواد ده سبق له دخول المصحة برضوا لما اتسبب لخطيبته بعاهة مستديمة لما فسخت خطوبتها معاه
يانهار اسود يعني ممكن انا كمان بعملي عاهة مستديمة يالهوي عليكي يايمنى دا انا المۏت عندي اهون
اهدي اهدي
اردف حازما وأكمل
انا عملت اتصالاتي وهو خلاص مش هايشوف الشارع تاني دا غير اني هابعده عن الصعيد نهائي عشان تبقي برضوا مطمنة
رددت يمنى بارتياح
الف شكر ليك ياصالح اقسم بالله ماعارفة اوفي جميلك ده ازاي
ضحك بمرح مرددا لها في المراة وهو يدير محرك السيارة
هههه تتجوزيني
تبسمت يمنى بخجل فخاطبته ندى بقلق
طب انا كنت عايزة اطلب منك طلب
قاطعها مردفا
ايوة كدة والنبي دا انا ما صدقت عايز افرح ياجدعان اقسم بالله هاموت واشم ريحة الفرح
قال مهللا بصوت عالي جعل الفتيات يضحكن بمرح فقام بتشغيل المذياع على اغنية شعبي لتشع جوا مليئا بالمرح والفرح
النهاردة فرحي ياجدعان عايز كله يبقى تمام
حينما عادوا الى البلدة بالسيارة الفارهة التي جذبت انظار الجميع في البلدة الفقيرة تفاجأت الفتيات بتغير وجهة السيارة التي سارت على طريق اخر
في البداية تسائلت يمنى بحرج
صالح مش ده الطريق ياصالح
حينما صمت عن الرد هتفت ندى هي الأخرى
ياصالح انت كدة بتغير الطريق وبتروح على طريق الجبل يانهار اسود دا انت دخلت في الجبل فعلا
مع ازياد القلق بينهم وصمت صالح المريب الټفت اليهم وردة بجذعها قائلة بفكاهة
اصل احنا ناوين ناخدكم ونتاويكم هنا في قلب الجبل
مع نبرتها الغريبة صمتن الفتيات بدهشة والتزمن أمكنتهم في انتظار التوضيح حتى ظهرت النتيحة حينما
توقفت السيارة فجأة في منطقة خضراء امتدت على طول
الطريق قطبت يمنى متسائلة
ايه الزرع ده هو احنا فين بالظبط
التف اليها بنظرة سريعة يرى رد فعلها ثم أكمل طريقه حتى توقف امام منزل جميل في وسط الخضرة تحاوطه الزهور من كل الجهات صعقټ الفتيات حينما رأين والدبهم ويونس وسمر والصغير محمد امام المنزل
توسعت عيناها يمنى بدهشة وشقيقتها تهتف بمرح
انتوا عملتوا ايه يامجانين
توقفت بسيارته فجأة فترجلت الفتيات سريعا نحو والديهم يتسائلن
في ايه ودي ارض مين بالظبط اللي انتوا قاعدين فيها
اجابهم سالم بفخر
احنا في ارضنا يابت يعني مش ارض حد غريب
ازاي يعني وكيف يابوي
ياختي ازاي دي احنا منعرفهاش لو عايزة تعرفي اسأليه هو وراكي
قالت نجية وحينما الټفت اليه يمنى وجدته يبتسم لها بآشراق فقال مشاكسا
تسألني ازاي بقى دي نستني اساسا وسط الجمال ده
استدركت بذكائها تسأله
معقولة انت اللي عامل كل ده طب ازاي
تعالي وانا افهمك ازاي
قال لها وهو يشير بيده اليها فنظرت لوالدها باستفسار اومأ برأسه لها موافقا فتحركت تضع كفها الصغير داخل كفه ليسحبها ويبتعد عنهم وردة التي كانت مندمجة اجفلت فجأة على الصوت الخشن بجوارهم
لكن انت راضعة لبن ولا قشطة طبيعي
التفتت اليه قائلة بحزم مصنطع وابتسامة مستترة
تاني برضوا بتعاكس
لا يابوي انا مش بعاكس انا بس بسأل سؤال برئ فيها حاجة دي
اشاحت بوجهها تضحك حتى ظهرت غمازتها اردف هو بانبهار
يابووووي ېخرب بيت حلاوتك ياشيخة
والى يمنى التي ابتعد بها حتى صعدت معه احدى التلال القريبة فتوقف بها على قمتها سالته بنفاذ صبر
ماكفاية بقى اتكلم وريح بالي
سألها صالح
في الأول ياستي كنت عايز اعرف منك عجبك البيت
قوي حلو قوي
قالت فضمھا بذراعه يشير لها بيده الحرة نحو المنزل والخضرة حوله
اهو البيت ده انا بنيته في اقل من شهر ونص كان مكان
عشتي القديمة اصريت اني ابنيه واستصلح الأرض اللي حواليه العمال كانوا بيشتغلوا فيه ليل نهار مع عمال الارض اللي جهزوها ونبتوا فيها الزرع والاشجار والورد
وليه يعني تتعب نفسك وتصلح في ارض جبلية
عشان عايز افتكر دايما اللي حصلي وافتكر ازاي اني كنت مچرم مطارد مېت من الداخل بحزني وفجأة ظهرلي ملاك برئ نجاني ورجعلي روحي من تاني واخدة بالك انا بتكلم عن مين يايمنى
اومأت بابتسامة ساحرة تحرك كتفيها بدلال
يعني انا الملاك ! يمكن !
ضمھا من كتفها بذراعيه ليردف بصوت العاشق
أنتي ملاكي وطاقة النور اللي ربنا فتحها في وشي لاجل ما تتكتبلي حياة جديدة انتي القمر اللي نور عتمة ظلامي انتي الشمس اللي دفت برد قلبي من وحشتة انتي قلبي يا يمنى واصلك يا يمنى اللي انا حاسس بيه
اومأت بصوت متحشرج من فرط ما تشعر
تمتمت بتمني
اللهم امين
تمتب