رواية الثلاثة يحبونها كاملة بقلم شاهنده سمير
عليه الجد ذلك الأمر.. ربما نكاية بها..أو هو فقدان الأمل فى أن يقع مجددا بالحب..او ربما هو فقدانه الإيمان بالحب ذاته..حقا كم تظلمنا الحياة وتسخر منا..تحركنا كالدمى فى يديها ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوى
ان نخضع لها..ونسايرها.
افاق من أفكاره على صوت أخيه يقول فى حيرة
يحيي..روحت فين
زفر يحيي وهو يستند برأسه إلى الكرسي خلفه يغمض عينيه قائلا
ليفتح عينيه ويعتدل قائلا فى حزم
المهم دلوقتى..أنا عايزك تفهم بشرى متعملش مشاكل معاها وتعدى اليومين اللى رحمة قاعدة فيهم هنا على خير..مفهوم يامراد..أنا فية اللى مكفينى ومش ناقص جنانها .
ربت مراد على ساق اخيه مطمئنا وقد رأى حقا ذلك الإرهاق البادي على أخيه قائلا
عقد يحيي حاجبيه قائلا
تقصد مين
قال مراد
بشرى ..رجعت البيت ملقيتهاش.
قال يحيي بنظرة ذات مغزى
وإنت بتسألنى أنا عن مراتك يامراد
شعر مراد بالتأنيب المختفى داخل طيات كلمات أخيه ليقول بإرتباك
قال يحيي بملامح جامدة
لأ مقالتليش ..ومشوفتهاش النهاردة خالص..إنت عارف إنى كنت مشغول برجوع رحمة.
أومأ مراد برأسه متفهما وهو يقول
ورحمة فين دلوقت
تنهد يحيي قائلا
عند راوية.
قال مراد
بقالها كتير
قال يحيي
تقريبا ساعة.
شكلهم هيطولوا..طيب ..أنا هروح أوضتى آخد شاور وأرجعلكم تانى.
أومأ يحيي برأسه ..ليذهب مراد بإتجاه الباب ليتوقف عند سماع أخيه يقول بحزم
ياريت يامراد تخف من سهرك برة شوية وتاخد بالك من مراتك وبيتك.
إلتفت إليه مراد ينظر إلى ملامح أخيه الجامدة ليدرك أنه يلمح إلى شئ ما..كاد أن يستوضح عن مقصده بذلك التنبيه ولكنه الآن مرهق ..ويحتاج لأخذ حماما سريعا يزيل به كل ماعلق بأفكاره المتعبة أكثر من جسده المنهك..وليؤجل هذا الحديث إلى وقت لاحق..ليغادر يتابعه يحيي بعينيه يقول بصوت خاڤت
ليتنهد فى حزن ثم يشرد مجددا فى عڈابه الخاص..يتألم كالعادة .....وحده تماما.
نهضت رحمة قائلة پصدمة
إنتى إزاي تعملى كدة..إزاي هنت عليكى بالشكل ده ياراويةده أنا أختك من لحمك ومن دمك.
إنهمرت دموع راوية على وجنتيها وهي تقول بإنهيار
شايلة ذنبك جوايا.
شعرت رحمة بالشفقة على أختها وإنفطر قلبها وهي تشعر بأن كل ماحدث لها يهون أمام ذلك المۏت الذى ېهدد أختها المسكينة ويحرمها من زوج ضحت من أجله بأقرب الناس إليها و طفل لن تعيش لتراه يكبر أمامها يوما بعد يوم..لتسرع بنفض مشاعرها الغاضبة بعيدا..وإحلال السماح فى قلبها محل الڠضب..لتجلس مجددا فى السرير آخذة أختها فى حضنها لتفرغ راوية دموعها على صدر رحمة..تشعر بالخزي من أختها صاحبة القلب الطيب والتى سامحتها رغم ذنبها الكبير..لتقول پألم
أنا آسفة يارحمة...والله آسفة وندمانة.. ندمانة بجد عن كل اللى عملته زمان ..ربنا يسامحهم بقى..هما اللى فضلوا يزنوا على دماغى..والزن على الودان أمر من السحر.
ربتت رحمة على شعرها قائلة بحنان
خلاص ياراوية إهدى وإنسى كل اللى حصل ..متتعبيش نفسك..اللى فات ماټ وإحنا ولاد النهاردة.
قالت راوية بحزن من وسط دموعها
إزاي بس أنسى إنك إتعذبتى السنين اللى فاتت دى كلها من تحت راسى..إزاي بس أنسى إنى فرقت بينك وبينه عشان يكون لية أنا..عشان أنانية وفكرت فى نفسى وبس
قالت رحمة بحزن وعيونها تترقرق بالدموع
الذنب مش ذنبك لوحدك ..هما مشتركين معاكى فى اللى حصل..هم الأبالسة الحقيقيين ..اللى فضلوا وراكى لغاية ما سلمتينى ليهم ..وهو كمان مذنب زيهم..صدقهم ..صدق إنى خنته وخنت وعودنا..صدق إنى كنت بغشه وبخونه مع أخوه..صدق إنى وحشة زي أمى ووقف يتفرج علية وأنا بتجوز هشام ياراوية.
خرجت راوية من محيط ذراعيها قائلة
لأ يارحمة متظلميهوش..التمثيلية كانت محبوكة أوى ..وأي واحد غيره لو شاف اللى إحنا شفناه كان هيصدق..وهيتصدم فى حبيبته زي ما هو إتصدم..بس أنا لوحدى اللى عارفة أد إيه هو إتعذب من اللى حصل ..وأد إيه إتعذب فى بعدك.
زفرت رحمة قائلة
مبقاش يفيد الكلام ده دلوقتى ياراوية..كل واحد فينا خد نصيبه..حكايتنا إنتهت من زمان ومبقاش ينفع الندم ع اللى راح..ولا ينفع كمان نعيد اللى فات.
قالت راوية