الأربعاء 18 ديسمبر 2024

القول في تفسير قوله تعالى : فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ..

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

 

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية

ثم ذكر– سبحانه – جانبا من إكرامه لمريم في تلك الساعات العصيبة من حياتها فقال:فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي، قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا.
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً….والذي ناداها يرى بعضهم أنه جبريل- عليه السلام-.

وقوله مِنْ تَحْتِها فيه قراءتان سبعيتان: إحداهما: بكسر الميم في لفظ مِنْ عـLـي أنه حرف جر، وخفض تاء تَحْتِها عـLـي أنه مجرور بحرف الجر والفاعل محذوف أى: فناداها جبريل من مكان تحتها، أى أسفل منها …
والثانية: بفتح الميم في لفظ مِنْ عـLـي أنه اسم موصول، فاعل نادى وبفتح التاء في تَحْتِها عـLـي الظرفية، أى: فناداها الذي هو تحتها، وهو جبريل- عليه السلام-.
قال القرطبي: قوله-تبارك وتعالى- فَناداها مِنْ تَحْتِها.
قال ابن عباس: المراد بمن تحتها جبريل، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها.. ففي هذا لها آية وأمارة أن هذا من الأمور الخارقة للعادة، التي لله-تبارك وتعالى- فيها مراد عظيم» .
ويرى بعض المفسرين أن المنادى هو عيسى- عليه السلام- فيكون المعنى: فناداها ابنها عيسى الذي كان عند ما وضعته موجودا تحتها.
وقد رجح الإمام ابن جرير هذا الرأى فقال: «وأولى القولين في ذلك عندنا قول من قال: الذي ناداها ابنها عيسى، وذلك أنه من كناية- أى ضمير- ذكره أقرب منه من ذكر جبريل، فرده عـLـي الذي هو أقرب إليه أولى من رده عـLـي الذي هو أبعد منه، ألا ترى أنه في مريم.

فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك: تفسير ابن كثير

قرأ بعضهم } من تحتها } بمعنى الذي تحتها ## وقرأ آخرون : { من تحتها } عـLـي أنه حرف جر .
واختلف المفسرون في المراد بذلك من هو ؟ فقال العوفي وغيره ، عن ابن عباس : { فناداها من تحتها } جبريل ، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها ، وكذا قال سعيد بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة : إنه الملك جبريل عليه الصلاة والسلام ، أي: ناداها من أسفل الوادي .

وقال مجاهد : { فناداها من تحتها } قال : عيسى ابن مريم ، وكذا قال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة قال : قال الحسن : هو ابنها ## وهو إحدى الروايتين عن سعيد بن جبير : أنه ابنها ، قال : أولم تسمع الله يقول : { فأشارت إليه } [ مريم : 29 ] ؟ واختاره ابن زيد ، وابن جرير في تفسيره
وقوله : { ألا تحزني } أي: ناداها قائلا لا تحزني ، { قد جعل ربك تحتك سريا } قال سفيان الثوري وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب : { قد جعل ربك تحتك سريا } قال : الجدول ## وكذا قال عـLـي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : السري : النهر ## وبه قال عمرو بن ميمون : نهر تشرب منه
وقال مجاهد : هو النهر بالسريانية .
وقال سعيد بن جبير : السري : النهر الصغير بالنبطية .
وقال الضحاك : هو النهر الصغير بالسريانية .
وقال إبراهيم النخعي : هو النهر الصغير .

 

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات