الأحد 24 نوفمبر 2024

بائعه الرمان

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

مارتا الغريب واتهمها بالهذيان. اذ كيف لهما ان يجتمعا بعمل واحد على حسب قوله وكل منهما له عمل مغاير عن الثاني.. حتى انه اردف شاتما إياها إذ كيف لها ان تتدخل بحياته الشخصية ومن سمح لها ان تتخطى حدودها كي تأمره مالذي يفعله بحاله وحياته
هنا خرجت مارتا عن هدوئها واخبرته من جعلها تتدخل في حياته هو إبنه الصغير ميموا الذي لايكاد يصمت عن ندائه لابيه نهارا ليلا وهو نائم يهذي بإسم والده الذي إشتاق لحضنه واللعب معه كما عوده والده الذي لايعلم عن امره شيئا مؤخرا بعد ان كان قطعة من روحه قبلا.
لم يستطع كارل تحمل كلام مارتا التي لامست وتره الحساس فاڼفجر بالبكاء كالطفل الصغير هنا سكتت مارتا عن عتابها له فاشفقت عليه وضمته لصدرها حتى يهدأ ويطمئن انه ليس وحيدا فهناك من يسنده في محنته وانظم إليهما بيدروا الذي اكد انه لن يتخلى عنه حتى يتعدى ايامه الصعبة هذه.
يتبع
قصة بائعة الرمان. 9
كان الامر صعبا جدا على بيدروا ومارتا كي يقنعان كارل بالموافقة على مشروعهما الجديد. ولكي يبدأوا بتنفيذه عليه اولا كارل ان ينسى نهائيا بيع نصيبه من الاراضي. لان تلك الاراضي هي اساس العمل.
في ذلك اليوم حلق بيدروا لحية كارل الكثيفة. ثم اخذه ليستحم بعدها لبس ثيابا نظيفة فظهر بصورة انيقة فعلقت حينها مارتا بإبتسامة عريضة مرحبة إياه بعودته من جديد على كوكب الارض.. فضحك جميعا على مزحتها ثم خرجوا لكي يضعون افكارهم العملية على ارض الواقع.
الفكرة كانت عبارة عن زرع تلك كل الاراضي القاحلة باشجار الرمان. اخذت مارتا الفكرة من البساتين التي تشتري منها الفاكهة. فكونت معلومات كثيرة بخصوص ذلك..
البداية لم تكن سهلة بل كانت شاقة جدا على الجميع وخاصة من طرف كارل الذي كان احيانا ينتابه التعب والملل والخمول. وكلما اراد الإنسحاب. كانت مارتا تتصدى له بالمرصاد. فتشجعه وتآزره وتضع له أمالا كبيرة على نجاح المشروع كي بالاخير ينال الإستحقاق لذاته ويفتخر به إبنه في المستقبل. ان والده بدأ من الصفر وكون نفسه بنفسه ولم ينتظر اجره الشهري الزهيد طيلة حياته.
كان التموين من مدخرات بيدروا العمرية وبعضا مما إدخرته مارتا من عملها وبيع عقار من املاك كارل ساعدوا على تلبية مستلزمات المشروع من السميد لتخصيب التربة بعدها بإستئجار المعدات لتقليب التربة وحفر الابار وشراء الانابيب للسقي . كذلك شراء الشجيرات والبذور. وما إلى من ذلك من مبيدات وإستئجار عمال يدركون عمل الفلاحة. وكلفهم ذلك اموال طائلة جعلتهم ينتفضون اخر قرش لهم.
في ذلك الضغط من الإنتظار والخۏف من الخسارة وعدم نجاح المشروع كم تخاصما فيه كارل و مارتا من اجل تسيير الامور.. فكارل لايحب ان يأمره احد ويضع له قوانين مشددة . اما مارتا فكانت جدية وحازمة كل شيء عندها يسير بإنتظام
والساعة المضبوطة في العمل..وهذا مايجعلانهما يتشاجران واكثرها على امور تافهة. لذلك ما إن ينتهي النهار تجدانهما يتصالحان ويمزحان مع بعضهما البعض كأن شيئا لم يكن قبلا.. فلقبهما بيدروا وزوجته القط والفأر.
وفي احد الايام بينما مارتا كانت خارج المنزل تقضي بعض حوائجها في السوق وكارل كان معزوما على وجبة الغذاء عند اخاه بيدروا الذي إستغل غياب مارتا ففاتحه حينها هو وزوجته بامر لم يتوقعه ولم يخطر في بال كارل على الإطلاق
طلبا منه ان يفكر في موضوع زواجه مجددا. وانه لايمكنه ان يعيش بقية حياته وحيدا وخاصة ان إبنه يكبر وهو يحتاج من يهتم لامره و لم يبقى له إلا القليل ويبدأ عامه الاول في الدراسة. واقترحا عليه انه لايوجد احسن من مارتا تكون نصفه الثاني. فهي تعلقت بإبنه ميموا وتعامله بحسن نية مثل فيولا إبنتها. كما انها اصبحت تعلم عن طبائع كارل ومايحبه ولايرضاه في حياته.
ڠضب كارل من كلام بيدروا وزوجته وطلب منهما ان لايفتحا عليه موضوع الزواج برمته مجددا.. ثم رمى الملعقة من يده فوق الطاولة وخرج بسرعة غاضبا من منزل اخيه الذي إرتطم هذه المرة بمارتا عند الباب ووقف عندها متسمرا يبحلق
في عيون مارتا كأنه لأول مرة يراها في حياته. ثم
إنصرف ولم ينطق ببنت شفة بينما مارتا كانت مندهشة من تصرفة وكم نادته من خلفه

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات