بائعه الرمان
او الباخرة مازالت متوقفة في الساحل الجنوبي تتغذى هي وابنتها على الخبز اليابس المركون في اكياس
من الخيشة ربما كانت مأونة لبعض البحارة. التي تغمسها مارتا في الماء لكي تتبلل وتلين بعدها فيستصاغ طعمها قليلا وتسد منه جوعها هي وفيولا. ولولا تلك الاكياس من الخبز التي إكتشفتها فيولا مركونة في زاوية القبو مع برميلين كبيرين من ماء الشرب. فلولاهما لما ماټتا من الجوع والعطش لامحالة.
فدهش من المنظر واتجه نحوها. ثم ثنا ركبتيه ليتمعن جيدا في الكائن الذي امامه هل هو حقيقي ام هو مجرد تمثال فقط.. ففوجىء الرجل بالفتاة الصغيرة التي في حجر المرأة تأخذ بلحيته وهي تضحك معه. هنا فتحت مارتا عينيها فاطلقت صړخة ثم كتمتها في حينها وهي تضغط على فيولا التي في حجرها وتعيد جسدها للخلف ودت لو ان الحائط
وبعد ثواني من نظرات الخۏف المتوجهة من مارتا نحو الرجل إذ اخيرا مدت يدها له لكي يسندها على الوقوف التي وقفت بصعوبة كانها هرمت واصبحت عجوزا في اليومين الفارطين فقط. ثم اخذت منه فيولا فهي لم تطمئن بعد للرجل. وتقدمت بخطوات ضئيلة كادت ان تسقط على وجهها مرارا وتكرارا. حتى صعدت السلالم وخرجت من القبو
نظرت مارتا هنا وهناك على سطح الباخرة تبحث عن القټلى الكثر والډماء التي كانت كالسيل العرم.. فلم تجد حينها شيئا وكأنها في حلم.. السطح اصبح نظيفا جدا يعكس لمعان شعاع الشمس ولا قطرة دماء تظهر على خشبه.
يتبع
بائعة الرمان. 4.
عندما سأل الشيخ مارتا إن كانت تبحث عن شخص محدد من بين المۏتى الذين قتلوا على سطح الباخرة قبل يومين إرتعش جسدها فجأة خوفا من الرجل وابتعدت اكثر عنه ظنا منها انه ممن كانوا حاضرين المجزرة او مساعدهم بالاحرى بأي شتى من وسائلهم القڈرة في فن الټعذيب والقتل.
وقال لها ايضا. أن ارادت ان تسأله كيف علم بالمۏتى الذين بالطبع قتلوا على السطح الذي تقف عليه مارتا الان
اجابها انه ببساطة هو من بين التجار الذين اصبحوا يعرفون جيدا عن هذا الامر الذي شاع ولم يعد مستترا مابين الناس مما يحدث في عرض البحر وضواحيه. فهناك لصوص الحړب. لصوص ينتهزون الحروب التي تقيم على بعض الدول
ليصبحوا فيها مجرمين لاحدود لهم من الإجرام..متمكنين ينتهكون حرمة الناس ويسرقون اموالهم وإن ارادوا ان يقضوا على ارواحهم يفعلون ذلك دون اي رادع يردعهم . فهم يعلمون جيدا ان البلد الذي تقام فيه الحړب
لاحكم ولا سلطة عليه و على شعبها حتى تستعيد حريتها