رواية حى المغربلين بقلم شيماء سعيد
أين ستصل ذهبت إلى فاروق و فاروق أتى لهنا فلتت أعصابها من سيطرتها عليها خائڤة على شقيقتها و بنفس الوقت تخشى رد فعل جليلة..
أزاحت جليلة فتون بعيدا عن طريقها قائلة بصوت مرتفع
_ بتعمل إيه عند أزهار يا بت و أزهار لحد دلوقتي قاعدة على الفرش بتاعها تحت أنا هروح أجيبها من شعرها عشان شكلها نسيت شبشب جليلة و ليها مزاج ينزل يرن على وشها.
دفعة جليلة لها آلمت جسدها إلا أنها عادت إلى الوقوف أمامها من جديد مردفة برجاء تمنعها من الخروج
_ هي قاعدة عندها عايزة تقعد شوية لوحدها يا جليلة أزهار في الدور اللي فوق مننا سبيها النهاردة و بكرا نتكلم و بعدين الجواز مش بالڠصب يعني.
ردت عليها الأخرى بسخرية
_ يا فرحة قلبي بيكي عايزة أختك تبات برا البيت اخفي من وشي نص ساعة لو أختك منزلتش من فوق و الله العظيم هتبات برا بس في المستشفى.
أومأت لها فتون عدة مرات بسرعة قبل أن تختفي خلف باب غرفتها وضعت يدها على صدرها لتهدئ من خفقاته قليلا و اليد الأخرى تزيل بها عرقها السائل مثل المطر..
لم تجد أمامها حلول إلا الإتصال بأزهار لتكون معها بنفس الخطة حتى تعود الأخرى ثانية و ردت عليها أزهار بحزن
_ الو يا فتون أخبارك.
ألقى نظرة سريعة على الباب تتأكد من عدم وصول صوتها للخارج ثم أردفت
_ الحمد لله يا أزهار اقفلي الفرش و تعالي عندنا.. اطلبي من جليلة فريدة تبقى معاكي النهاردة هي بتسمع كلامك و بتحبك أنا قولتلها إن فريدة عندك.
شهقت أزهار مردفة
_ آمال
هي فين يا فتون لما مش في البيت و لا عندي في وقت زي ده!..
بتنهيدة طويلة أجابتها
_ صممت تروح لفاروق عشان حصل سوء فهم بينها و بين جليلة أنتي عارفة لو جليلة عرفت إنها راحت لفاروق هتكون مصېبة مفيش ليها حل أبدا.
_ خلاص خمس دقايق و هكون عندكم.
أغلقت معها الخط لترى رسالة مرسلة من محطم قلبها يطلب منها الإتصال تركت الهاتف من يدها و ألقت بجسدها على الفراش بإهمال لعبة الحب بدأتها و هي مراهقة و اليوم ضاع كل شيء منها من البداية لم تخطط لنهاية أو تعلم كيف ستكون..
تحاول إخفاء جرحها لأنها السبب الأكبر بما يحدث الآن مع توأم روحها رنين هاتفها على النغمة المخصصة إليه تعالت معها رنين قلبها يلعن عن ضعفه و إشتياقه.
همسته المشتاقة ذابت بها مع نبرته الرجولية الخالصة أخذت نفس عميق و كتمته بداخلها مقهورة بما فعلته بنفسها و به
_ أخيرا يا فريدة حلم العمر بدأ يتحقق و خلاص هتكون مراتي و على اسمي.
زوجته و على اسمه بالفعل كان حلم بعيد بعيد جدا و الآن فقط تأكدت بأنه مستحيل خانتها دمعاتها و سبقت لسانها بالسقوط
على وجهها أبعدت الهاتف عنها لتسمح لشهقاتها بالخروج من أعماق قلبها.
آه و ألف آه على وجعه لا يشاركها به أحد يأكلها بمفردها غصة مؤلمة تحاملت على نفسها و ابتلعتها بحلقها للحظة وصل بها عقلها إلى ليلة زفافه على فريدة و كيف سيكون بقمة سعادته.
هل سيأتي يوم و تحمل به طفل هو أبيه و هي ليست والدته بل نسخة منها بالشكل عاد و همس باسمها لتعود معه إلى أرض الواقع
_ مالك يا فريدة حاسس إنك مش مبسوطة زي ما أنا مبسوط حتى و أنتي قاعدة معايا حاسس إني مش مع حبيبتي اللي روحي فيها!
فراشات ناعمة أثارت كل جزء منها أهو بالفعل يشعر بها و يعرف كيف يفرقها عن غيرها! أخرجت تنهيدة حارة ثم أردفت بصوت حاولت إظهار المرح به
_ أكيد مبسوطة و جدا يا عابد بس أنت عارف أول مرة نقعد مع بعض كلمات الواتس و الكتابة مختلف جدا عن الحقيقة وقتها اتوترت و الكلام وقف مش عارفة أقول إيه أو اعبر إني سعيدة ازاي..
قهقه بصوته كله أكثر من سعيد بأن قربه منها على مسافة خطوة واحدة رغم إنها و شقيقتها نسخة طبق الأصل إلا أنه أحب شخصيتها البسيطة و روحها الطيبة أحبها من الداخل رغم جمالها الخارجي الأكثر من رائع.
أجابها بمشاكسة
_ عندك حق برضو فكرة إنك تقعدي معايا شرف مش أي حد يطوله عموما سلام لأن الحاج عايز يقفل الوكالة و ينام.. أكلمك تاني لما تكوني فعلا على اسمي يا فريدة و دبلتي منورة ايدك..
_شيماء سعيد _
بشقة كارم.
جلس المقعد بجوار والدته يجفف لها خصلاتها بعدما قام بغسله ثم بدأ يمشطه مثل عادته اليومية بعد ۏفاة والده مع حركة المشط على شعرها كانت تردد لها الدعاء تتمنى لو تراه أفضل رجل بالعالم.
على الاريكة الأخرى كانت نجوى تتابع الموقف بسخط كبير حنان يجعلها لا تطيق العيش بينهما ابدا كل ما تريده الآن خروجه من المنزل حتى تبدأ تلك السيدة بالأعمال المنزلية و تقوم هي لتتحدث مع أصدقائها و تتابع عملها.
عدلت من الوشاح الموضوع فوق خصلاتها و عبايتها المنزلية الواسعة لا ترغب بالتعامل معه فهو نقطة ببحر الرجال من حيث المظهر الخارجي و المال و رقة الكلمات و التعبير..
انتهت على صوته الهادي
_ مش ناوية تحضري الفطار من ايدك الحلوين دول يا ام يوسف!..
_ عنينا يا أبو يوسف.
قالت جملتها بسعادة حقيقية بعد الفطار سيذهب من هنا و تستطيع هي التعامل بحرية مثلما تشاء ألقى عليها السيدة صباح نظرة سريعة زوجة إبنها تصرفاتها غريبة.
سند والدته إلى مكان الطعام لتضع يدها على رأسه قائلة بحنان
_ ربنا يرضى و يديك يا كارم يا أبن صباح و لا أشوف فيك يوم يحزن قلبي ابدا.
ابتسم إليها قائلا
_ انتي عارفة يا ست الكل كلامك ده و الكام دعوة دول سبب باب الرزق اللي اتفتح ليا النهاردة..
سألته نجوى بلهفة
_ باب رزق ايه ده يا خويا!
أخذ قطعة من العيش واضعا بها قطعة من الجبن بالطماطم مع القليل من الفول مردفا قبل ان يأكل
_ ده يا ستي رجل أعمال كبير في البلد عنده اخت المذيعة اللي اسمها هاجر علوان أخته من أمه اللي انتي ياما قاعدة طول النهار على البرنامج بتاعها بېخاف عليها و عايز واحد ابن بلد يبقى معاها طول اليوم خصوصا أن البرنامج ده بيجيب لها مشاكل كتير.
أبتسمت السيدة صباح بسعادة كبيرة أخيرا سيبتعد ولدها عن عمله الذي لا يأتي إليه إلا المشاكل قائلة
_ حلوة الشغلانة دي يا كارم أهو باب رزق ليك و لابنك.
اومأ إلى والدته و هو يكمل طعامه و عينه معلقة على زوجته التي تعجبت مردفة
_ و
انت بقى هتقعد معها طول النهار يا سي كارم! بقى طول النهار هتكون مع الست اللي بتلمع في الضلمة دي تقع في شبكها لا يا خويا مفيش احلى من شغل الحارة أنا راضية بيه.
قهقه بصوته كله من غيرتها الدائم عليه بأبسط الأشياء مچنونة بحالات متقلبة أحيانا تعشقه و أحيانا أخرى تفر بلا اي أسباب صمت قليلا ليستطيع أخذ أنفاسه المسلوبة منه ثم اجابها بهدوء
_ هو كارم مهما شاف