حكايه الحمال والدينار
لم تكن
هناك سوى الرمال فتحامل على نفسه ومشى قليلا حتى تعب ولم يعد يقدر على الحركة فوضع الكيس على الأرض وجلس فوقه ثم أخرج منديلا نشف به عرقه وفجأة رأى من بعيد رجلا يبيع الماء وعلى ظهره قربة فناداه بأعلى صوته فقدم ناحيته وسأله عن حاجته فرد عليه شربة ماء رحمك الله !!! قال البائع الشربة بصاع ذهب تعجب مختار وصاح ويحك يا رجل صاع كامل لا قطعة ولا إثنين !!! نظر إليه البائع في ضيق ورد عليه ذلك الثمن الذي أبيع به وهم بالإنصراف لكن خليفة قال له إنتظر سأدفع لك وأمري لله .
شرب الحمال حتى إرتوى وأكمل طريقه إلى أن حل الظلام فنام في المكان الذي وصل إليه وفي الصباح نهض ونفض عنه الرمل لكنه بدأ يحس بالجوع فقد نفذ التمر الذي حمله معه ونظر حوله لعله يجد شيئا على الأرض يأكله وسيرضى حتى بقليل من الأعشاب لكن تلك الأرض صحراوية ليس فيها نبات ولا حيوان بيننا هو حائر رأى رجلا ينادي ويقول فطائر يا أحباب الله !!! بالعسل أو السكرفناداه وقال له أعطيني فطيرة يرحمك الله قال البائع الفطيرة بصاع ذهب!!! صاح خليفة ما أعجب هذه البلاد الشربة بصاع ذهب وأيضا الفطيرة هل تعتقد أنني أبيض في الذهب أفضل أن أموت من الجوع على أن أدفع لك المال الذي تعبت في جمعه قال له البائع هذا شأنك !!!
ثم مشى في حال سبيله لكن خليفة جرى وراءه وقال وهو يلهث حسنا يا رجل هذا هو ذهبك وهات الفطيرة فمد له البائع كل الطبق وقال له كل ما فيه حلال عليك جلس مختار وأكل واحدة وجعل البقية زادا للطريق ومشى أياما حتى إقترب من بلاده وقال في نفسه لم يبق لي سوى صاع واحد من الذهب وهذا يكفيني !!! ساذهب أولا للسوق فلا شك أنهم يعانون من الجوعوأنا لم أترك لهم شيئا في الدار !!! لكن ماذا سأشتري لإمرأتي وبناتي أعرف أنهن يشتهين لحما أو سمكا لذلك سآخذ فخذ خروف وكبدة وقلب لكي نطبخهم قلاية وكذلك خبز شعيرو زيتون ولن أنسى قرطاس الحلوى والشامية ...
وبينما هو غارق في التفكير حاءه فارس من شرطة السلطان وقال له توقفوأرني ماذا يوجد داخل الكيس الذي على ظهرك !!! إرتبك خليفة وأجابه هذا ذهب ربحته من شغلي قال الفارس لا تحاول خداعي فمنذ قليل سرق لص أحد التجاروفر في هذا الإتجاه وأخيرا قبضت عليك حلف له خليفة أن ما في الكيس رزقه لكن لم يصدقه وقال له الآن تعال معي إلى القاضي و لعلمك عقۏبة السړقة هي المشنقة ضړب الحمال كفا بكف وصاح ماذا فعلت يا ربي بعد كل هذا التعب والمشي