السبت 23 نوفمبر 2024

رواية روحي تعاني كاملة بقلم آية شاكر

انت في الصفحة 14 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز


الطعام إلي فعلا كانت رائعة وقال بمرح
شامه ريحة الأكل جوزك ده طباخ ماهر يا بختك بيه
وكان مرحه اتنقل لي فقلت بابتسامة باهتة
خلاص حيث كده بقا ابقى علمني الطبخ
بصلي وابتسم قائلا
مفيش داعي تتعلمي لأن أنا إلي هطبخلنا دايما
ابتسمت وسكتت هيثم بيتكلم وكأننا هنكون طول العمر مع بعض! بس ليه لأ!
وقفت أتابعه وهو بيقلب الطعام وكل شويه يبصلي ويبتسم فابتسمله قال

هناكل وبعدين نبقا نتوضى ونصلي مع بعض ركعتين وإن شاء الله هتنامي بعدها
هزيت راسي موافقة بهدوء وبعد شويه ساعدته في رص الأكل على الطاولة وقعدنا نأكل بصلي وقال بابتسامة
عملتلك الأكلة دي عشان عارف إنك بتحبيها
وعرفت إزاي
بص في طبقه.. كان بيملى ملعقته بالرز وهو بيقول
أنا أعرف عنك حاجات كتير أوي يا همسه
رفع الملعقة وأكل وهو بيبصلي فقلت بتلعثم
ح.. حاجات زي إيه!
ساب الملعقه من إيده وبصلي شويه وهو بيمضغ ما بفمه وبعد ما بلعه قال
زي مثلا إنك بتحبي البانيه ومش بتحبي السمك ولا بتشربي اللبن ومش بتحبي دراستك وپتخافي مني!
صححت ما قاله فقلت باندفاع
كنت كنت بخاف منك لكن دلوقتي لأ
ابتسم وقال
عارف دي كمان بس كان نفسي أسمعها منك.. وأتمنى برده أسمع كلام تاني
اتوترت وقمت وأنا بقول
أنا شبعت تسلم إيدك الأكل حلو أوي
كنت رايحه أتوضى لكن وقفتي صوته
أنا كمان زيك
التفتت ليه فكمل من دون ما يبصلي
لما دخلت الكليه وبعدت عن بابا وأعمامي وتحكماتهم بدأت أشرب سجائر واتلميت على شله فاسده بس كان ليا صديق ربنا وقعه في طريقي لحقني وأخد بإيدي كان محترم جدا.. ساعدني أحفظ ١٠ أجزاء من القرآن وعلمني حاجات كتير قوي هو إلي حط رجلي على بداية الطريق لكنه
سكت فقولت بأعين متسعه
م ات
هز رأسه بالإيجاب وقال
كنا في أخر سنه من الكليه نزلنا أجازه وهو مرجعش عرفت بعدها أنه توفى
مسح دمعه فرت من عينه وبعدين ابتسم ووقف بص لملامحي المتأثرة عليه وغير الحوار قائلا بحم اس
يلا يا حبيبتي اتوضي عشان نصلي
قال يا حبيبتي! الكلمة دي لمست قلبي وحسيت إني عايزه أسمعها تاني
صلينا ركعتين بسورة يس كاملة كان صوته عذب وخاشع بكيت وأنا بتأمل معاني الآيات ولما انتهينا استأذنته ودخلت أنام.
سيبت الباب مفتوح لأن مازال عندي ره به إني أم وت.
حاولت أنام لكن معرفتش قومت قعدت وسندت على ظهر السرير لقيته فتح الباب بص عليا وقال بابتسامة
لو مش عارفه تنامي أنا ممكن أجي أقعد جنبك أقرأ قرآن أنا لسه سهران وهقرا الورد بتاعي..
مع إنه بقا متطفل وبيفتح عليا الباب من غير إستئذان لكن كانت فرصه لأني خاېفه جدا وفكرة إني ممكن أم وت بتتجول في ذهني ومش عارفه أطردها قولت
م ماشي تعالي
قعد جنبي على السرير وبدأ يقرأ من سورة طه كنت أول مره أعرف إن هيثم حافظ القرآن!
مش عارفه نمت امته ولا ازاي! بس لما صحيت لقيته نايم جنبي وأنا نايمه على ذراعه.
أتأملته للحظات فلقيته فتح عينه قومت من على ذراعه بإحراج.
قام وهو بيتأوه وماسك ذراعه وقال
مكنتش أعرف إن دماغك تقيل كده! دراعي مش حاسس بيه!
رجعت شعري ورا أذني بارتباك وقلت بتلعثم
أ.. آسفه مش عارفه امته نمت! ولا إزاي نمت كده!
ابتسملي وقال بمكر
ما هو أنا إلي نيمتك على دراعي
سكتت وحاولت أفتكر بس معرفتش!
هيثم قعد يحرك ذراعه لفترة وبعدين قام وقال
يلا قومي خلينا نلحق نصلي الفجر قبل شروق الشمس
مرت الأيام وبدأت أنشغل بدراستي ومرجعتش الشركه تاني.
منستش سجى كانت دائما جوه قلبي كنت بدعيلها في كل سجدة كنت بستغفر وبسبح على خاتم التسبيح بتاعها.
انا كنت الصدقة الجارية إلي تركتها سجى في الدنيا.
باختصار أصبحت أنا البذره إلي سجى زرعتها في أرض الدنيا قبل ما تمشي وإن شاء الله هعلم أولادي كل حاجه سجى علمتهالي وهما هيعلموها لأولادهم والشجره دي هتفضل تنمو للأبد.
هيثم مسابنيش لوحدي وكان دائما جنبي..
لما قربت منه عرفت إنه مش مرعب زي ما تخيلته هو بس بيتعصب بسرعه لكن بيحاول يسيطر على ده.
أنا وهيثم بقينا أصحاب وأنا كنت محتاجاله لأن سجى سابت فراغ كبير قوي في حياتي
تاني يوم بعد ما خلصت امتحانات نهاية السنه قومت أبحث عنه عشان نفطر قبل ما يروح الشغل فتحت غرفته بهدوء ووقفت على الباب أبص عليه بابتسامة وهو نايم.
وفجأة وهو بيتقلب على طرف السرير وقع على الأرض ضحكت جامد لأن شكله كان يضحك وهو بيقع من فوق السرير.
قام وهو ماسك ظهره وبيقول
اضحكي يختي ما إنت واخده السرير الواسع وسيبالي المتر وربع ده!
دخلت الأوضه وأنا بقول بضيق مصطنع
طمعان في سريري كمان! يا أستاذ ارضى بما قسمه الله تكن أغنى الناس.
قرب مني وقال باستعطاف
يعني يرضيك جوزك كل يوم يقوم مڤزوع لما يقع من على السرير يا قاسېة القلب..
حطيت إيدي حولين وسطي وقولت
هيثم إنت عايز تاخد سريري حساك بتلمح لكده بقالك فتره!
عقد جبينه قائلا بتفكير
هو الصراحه أنا مش عايز أخد سريرك وبس!
قلت بسخرية
أيوه طبعا ما إنت عايز السرير والأوضه والدولاب والمراية و
قاطعني
هوووش أنا مش فارق معايا الكلام ده أوضة إيه ودولاب إيه!
هزيت راسي يمين وشمال بعدم فهم وقولت
مش فاهمه يعني عايز ايه برده!
ض رب جبهتي بأنامله بخفة وقال
يا بت شغلي دماغك شويه.. يعني كل الكلام والتصرفات إلي بحاول ألفت نظرك بيها بقالي فتره حسيت منها إني عايز سريرك وأوضتك!
حكيت راسي بتفكير للحظة وبعدين قلت
ما هو معدش إلا هدومي لو حاطط عينك على هدومي خدها يا هيثم
ضحك وهو بيقول
وأنا هعمل إيه بهدومك يا بنتي
ضحكت وقولت
ممكن تكون عايز تبيعهم مثلا!
بص للساعه وخرج من الأوضه وهو بيقول
الساعه بقت ٩ عن إذنك يا قلبي هتأخر على الشغل
طبعا أنا مش غبيه وفاهمه هو عاوز إيه بس مش راضيه أبينله إني فاهمه! الأستاذ أكيد حاطط عينه على ٢٠٠ جنيه إلي في درج الكمود بس دا بعينه!!!
والله ده إلي جه في دماغي في الوقت ده أنا ذكائي خارق يا جماعه
كنت بصلي العصر لقيته داخل من الشغل ارتبكت ونسيت التشهد الأوسط ووقفت للركعة الثالثة لكن تذكرت قبل ما اقرأ الفاتحة وقعدت تاني عشان أقول التشهد
فقعد هيثم قصادي واستناني لما خلصت صلاة بصيتله فقال بابتسامة
بصي يا سكره لما تنسي التشهد الأوسط وتقفي متقعديش تاني تجيبيه لأن ده يبطل الصلاة على الأرجح عند العلماء وقبل التسليم هتسجدي سجدتين سهو
يعني أنا كده صلاتي باطلة!
لأ لانك مكنتيش عارفه لكن لو إنت عارفه تبقى باطله
لأ مكنتش أعرف بس بس هقوم أصلي تاني
مفيش داعي!
قلت بتصميم
لا لا مش هرتاح إلا لما أصلي تاني
ابتسملي ودخل أوضته وأنا صليت تاني مع إن مكنش فيه داعي زي ما قال بس أنا مكنتش بصلي بخشوع وفضلت إني أعيد الصلاة
وفي المساء اجتمعت العائلة في الحديقه شيماء على وشك إنها تولد وخالتو وفاء بطنها قدامها برده لكن ريهام لسه مش حامل قال بابا
جهزتوا نفسكم لرحلة بكره
قلت بتلعثم
أأ.. أنا مش عايزه أروح يا بابا
شيماء
ليه دا أنا كان نفسي أروح لولا الحمل والتعب إلي أنا فيه
ريهام بحم اس
أنا عن نفسي جهزت الشنط ومتحمسه جدا
مراد عاقدا حاجبيه باستفهام
وإنت مش عايزه تروحي ليه يا همسه
رديت بأغبي رد ممكن
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 15 صفحات