رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
إنها لن تفتعل أي حديث يضايقها
صعدت سيارتها واسترخت قليلا داخلها تطالع ما أمامها بشرود
سرعان ما تبدلت حالتها والتقطت هاتفها فقد حان الوقت لتنفيذ الخطه
زي ما اتفقنا الأسبوع ده تنفذ اللي اتفقنا عليه مش عايزه تلاقي فرصة تقدر ترفض بيها
والسمع والطاعه كان من الطرف الأخر الذي فور أن أغلق مكالمته وجد شقيقته تدلف الشقة فرمقها بمقت لعودتها مبكرا من عملها
طالعت والدها الذي خرج من غرفته بتعب فاتجهت نحوه
مالك يا بابا برضوه كليتك ۏجعاك خلينا نشوف دكتور
متقلقيش يا بنتي أنا كويس أنتي إيه اللي رجعك من المصنع قبل ميعادك
سلط فتحي عينيه نحوها ينتظر جوابها فزاغت بعينيها بينهما
ياخوفي لتكون عملتي مصېبة ما أنا عارفه
وكاد أن يقترب منها فاسرعت هاتفه
عقبال فرحك يا بنتي
طالعها فتحي متهكما بنظرات فاحصة
هو مين راضي بيها في الحارة
اختك مليون واحد يتمناها
ياريت واحد بس من المليون وأنا موافق اجوزهاله اه تغور من وشنا بدل ما جيبالنا الفقر
التمعت عينيها پحقد تستمع لحديثه المتهكم الذي يطعن أنوثتها ابتعدت عن والدها مقتربة منه بعدما رأت نظراته إليها فابتلعت غصتها المريرة بعدما استحكمت حلقها
تجمدت عينين فتحي وسرعان ما كانت كفه فوق خدها
بت عايزه تتربى صحيح
صړخت پقهر بعدما إجتذبها من حجابها يدفعها للأمام ثم للخلف
محدش راضي بيكي بسبب شكلك العفش
ودفعها نحو غرفتها بقوة كادت تسقطها لمرات ووقف بها أمام المرآة المتهشمة
ديه خلقة حد يبص عليها خلقة تسد النفس
ابعد ايدك عن اختك يارب ترجع السچن تاني يا فتحي وتريحنا منك ومن شرك
ارتطم جسدها بالأرض بعدما نفضها عن يده واتجه نحو والده يدفعه فوق كتفه
بتدعي عليا يا راجل يا عاجز أنت طب والله لاربيهالك
دفعها بقدمه فوق بطنها ثم بصق عليها
وكالعادة ينتهي الأمر بها هكذا ضمت جسدها بذراعيها بوهن وصوت والدها يعلو بالدعاء عليه مقتربا منها يضمها نحوه اسفا وقهرا
هسيبك لمين يا بنتي
أنا مش عارفه مستحمله الذل ده ليه بلغي عنه البوليس
فتحي شغال مخبر مع الحكومة يا ملك
واردفت متآوه بۏجع
وفي النهاية هكون أنا الخسرانه وهاخدلي علقة محترمة
تنهدت ملك بضيق وهي تطالع حالتها تلك
هبلغ عنه أنا
لا يا ملك اوعي فتحي ده شړاني ومؤذي ھيأذيكي
ميقدرش
اسمعي كلامي يا ملك لو حصلك أي مشكله عمر رسلان ما هيوافق تربى ولاده ولا هيجيبهم ليكي الحارة
مسحت ملك فوق خدها بحزن على حالها
طيب قوليلي اعملك إيه قلبي وجعني عليكي
ضحكت بسمة ولكن سرعان ما صړخت متآوه
منك لله يا فتحي اشوف فيك ايام الأسبوع كلها
دمعت عينين ملك من شدة الضحك
والله يا بسمه انتي ينطبق عليكي المثل اللي بيقول هم يبكي وهم يحزن
بقولك إية متعمليلي من العصير الحلو اللي بتعملي وتعالي فكري معايا في حل في المصېبة اللي عندي
تأهبت كل حواس ملك إستعدادا لسماع تلك المصېبة فطالعتها بسمة مبتسمه
لا مټخافيش هي مش مصېبة أوي أنا اتطردت بس من شغلي
يا شيخه حرام عليكي خضتيني
هتفت بها ملك وابتعدت عنها حتى تصنع لها العصير الذي تحبه
اتبعتها بسمه تقص عليها ما حدث لوهلة ظنت ملك إنها تعيش في حكاية من حكايات المسلسلات التي تشاهدها مؤخرا
پيتحرش بيكم وانتوا ساكتين
أطرقت بسمة عينيها
اكل العيش يا ملك
ورفعت عينيها نحوها بقوة
بس أنا مسكتش فرجت عليه المصنع كله وفي الاخر اتطردت بس اتطردت بشرفي
واردفت بعدما رفعت يديها تدعي عليه
منه لله صبحي الكلب عامل زي الكلب السعران ما بيصدق يلاقي واحده ينهش فيها هو أنا وحشه يا ملك
طالعتها ملك بعدما لم تفهم سؤالها فاستطردت متنهده
لما صړخت وفضحته قالي كويس إني بصتلك تعرفي يا ملك أنا نفسي حد يبصلي بصه حلوه بصة الراجل للست أنتي فهماني
في الصباح وفي الموعد المحدد الذي اتفقوا عليه وقفت بسمه خلف إحدى السيارات تنتظر قدوم ملك فلمحتها أتيه من بعيد فتنهدت براحة واعتدلت في وقفتها حتى تراها
اقتربت منها ملك بعدما أزالت نظارتها عن عينيها ترمقها بنظرات فاحصة
لا مش معقول أنتي كنتي مخبية الجمال ده كله فين يا بسمة
هندمت بسمة ملابسها التي اعطتها لها ليلة أمس تقلب شفتيها لاسفل بعبوس مصطنع
هو المثل بتاع لبس البوصة تبقى عروسة انطبق عليا ولإية
انفرجت شفتي ملك بضحكة صاخبة سرعان ما انتبهت لحالها فوضعت يدها على فمها
ھموت من كتر ما بضحك ليل نهار منك
واجتذبت ذراعها نحوها بعدما الټفت بعينيها حولهما خشية
مش قصدي حاجة بس حقيقي أنتي جميلة أوي النهاردة شوفتي كان مجرد إهتمام بالشكل بس
واردفت متسائله
فتحي شافك وأنتى خارجه
لوت بسمة شفتيها إستنكارا
فتحي ده بيصحي الضهر مش فالح غير إنه عامل فيها راجل عليا وليل نهار ضړب وهو قاعد في البيت وأنا أنزل اتبهدل عشان أجيب فلوس
ودمعت عيناها رغما عنها وهي تتذكر صعوبة الإهانات التي كانت تتلقاها في المصنع من أجل لقمة العيش
وياريت عاجب
ضمتها ملك نحوها تمسح عنها دموعها
محل العطور اللي هتشتغلي فيه محل راقي وفي مكان نضيف ومتقلقيش صاحبته معرفه قديمة وأنا موصياها عليكي
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي بسمة وسرعان ما كانت تعبر عن سعادتها باحتضانها بقوة دون إهتمام لتلك الأعين المتلصصه حولهم
أنا بحبك أوي يا ملك
وكما اتفقت وحددت معه الوقت والمكان أتت وضعت فوق خصلاتها حجاب صغيرا طالعت هيئتها في مرآة السيارة وزفرت أنفاسها بضيق
مش عارفه طلعتيلي منين يا محمود كنت فكراك مت وارتحت منك
وتناولت تلك الحقيبة التي وضعت بها المال وترجلت من السيارة بعدما اغلقت إضاءتها
التفتت حولها قلق وقبل ان ترفع هاتفها تدق عليه كان صوته يأتيها من خلفها
جيبتي الفلوس
رمقته بمقت وألقت نحوه الحقيبة
ياريت مشوفش وشك تاني
صدحت ضحكته بقوة بعدما فتح الحقيبة
الفلوس اهي اخدتها ياريت تبعد عن حياتي
رفع عينيه عن المال محدقا بها پحقد
بنتك ماټت ماټت عشان مكنتش عارف اجيبلها الدوا
قالها بغصة وپحرقة استوطنت قلبه منذ سنوات خمس سنوات مروا ولم ينسى يوما تلك المرارة
القى المال عليها فتراجعت للخلف لا تستوعب فعلته
مال الدنيا