الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 69 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


أطلقت منه لأنه كان راجل وحش ضيعني وحرمني من بنتي اللي معرفش عنها حاجة 
والعبارات تتدافق على عقله دون هوادة تنهد بسأم ومسح فوق وجهه متمتما 
أنت إيه اللي بتفكر فيه ده يا جسار صحيح جيهان مش نفس الصوره اللي كنت شايفها فيها بس هي بتحبك 
جسار 
تعلقت عيناه بها بعدما هتفت اسمه وقد استيقظت للتو من غفوتها القصيرة

بقيتي كويسه دلوقتي 
اقتربت منه بتمهل تتلاعب بحمالة ثوبها 
يعني بقيت احسن يا حبيبي 
ومن نظرة عينيها إليه كان يعلم ما هو قادم وإمرأة فاتنة تعرف كيف تصنع طرقها وتنفذ دورها اغوته بطريقتها ومع الوقت كان يستجيب لها ينهل منها كل ما تقدمه وهي اكثر من سعيدة همست بأنفاس متقطعه 
بحبك 
عاد ليغرق في لذته مبتسما وقد ضاعت كلمة حبها التي لا يراها في عينيها إلا إنها مجرد كلمة تنطقها وليس هو رجل أحمق أن لا يفسر الكلمة 
والحقيقه التي أصبح يدركها يوما بعد يوم أن جيهان لا تحبه إنما حبها له حب مصطنع وإنها إمرأة ذو خبرة واسعة تعرف تماما إحتياج الرجال بل وبارعة بجدارة في الفراش بارعة لدرجة إنه أحيانا لا يصدق إنه يوما رأها أمرأة بريئة ظلمها أهلها في زيجتها في سن صغير وزوجها كان رجلا خسيس أذاقها المرار وما هي إلا ضحېة 
غفت فوق صدره فاغمض عينيه وقد ضجر من تلك الأصوات التي تدور في عقله 
ازاحها برفق عنه ونهض فوقعت عيناه عليها في غفوتها 
إيه اللي حصلك يا جسار مش ديه جيهان اللي كنت ھتموت عليها 
والإجابة كانت مفقودة 

حاولت النوم لمرات عديدة ولكن مهما حاولت
فالنوم هذه الليلة بعيدا عنها التقطت هاتفها تفتح الرساله التي بعثها إليها بعدما حاول لمرات عديدة مهاتفتها 
فتون مبترديش عليا ليه فتون مضطر اسافر كام يوم هولندا في فلوس في درج المكتب عندك ولو عايزه تروحي تقعدي مع جنات معنديش مشكله والسواق هتلاقي مستنيكي تحت كل يوم اي حاجة محتاجاها كلميني وياريت لما اتصل تردي وبلاش جو الأطفال يا فتون هتوحشيني 
كلمة وراء كلمة كانت تعيد قرائتها ولكن عندما وقعت عيناها على اسم جنات إبتسمت في تهكم مرير فحتى جنات قد إستطاع شراء ولاءها له جنات التي كانت ضد سليم النجار أصبحت تخبرها إنه رجل رائع ومحب 
عادت بذاكرتها للساعات الماضية وقد استمعت لحديث جنات مع احمس في المطعم بعدما ظنت إنها ذهبت لجلب بعض الإحتياجات التي يحتاجها المطعم 
عادت لكي تأخد الورقة التي دونت فيها الأشياء حتى لا تنسى غرض
معقول يا جنات أنتي تعملي كده أنتي مش عارفه فتون بتثق فيكي أد إيه ده أنتي السبب الأساسي في خضوعها إنها توافق تتجوزه 
احمس الله يكرمك بلاش كلامك ده متخلنيش اندم إني حكيتلك وطلبت مساعدتك 
تخشب جسدها وبصعوبة إستطاعت تحريك قدميها لتتوارى عن أعينهم 
ابتعد احمس عن جنات يزفر أنفاسه بضيق 
حرمتوها ليه إن يكون ليها حق توافق أو ترفض أنا مصډوم يا جنات 
صړخت به جنات حانقه 
يييه أنت مالك مضايق كده ليه لتكونش حبيتها يا احمس 
طالعها احمس بتوتر 
انا برضوه كنت حاسه بنظرات إعجاب منك ليها احمس أنا بعتبرك اخويا الصغير فتون وسليم النجار حكاية طويلة وعجيبة وحكايتهم مهما طالت كانت هتتجوزه عارف ليه
وصمتت قليلا تلتقط أنفاسها بحزن عما فعلته ويؤنبها 
لأن الناس اللي زي سليم النجار لما بتعوز حاجة بتاخدها المطعم ده من أملاك سليم النجار الجمعية اللي بتساعد فتون عمته هي أحد مؤسسينها يعني تمويل الجمعية من فلوس عيلة النجار حتى أهلها بتتكفل بيهم عمته يعني حياة فتون كلها عيلة النجار متحكمة فيها حتى خروجها من السچن لما اتلفقت ليها القضية سليم النجار هو اللي دفع الكفالة وخرجها زي الشعرة من العجين يعني عاجلا او آجلا فتون هتكون ليه هو بيحبها وده اللي شوفته في عينه بس الله واعلم هيستمر الحب ده ولا هيكون مجرد نزوة ويكتشف بعد كده إنه اختار الزوجة الغلط اللي متنسيبش مكانته 
حرام عليكي يا جنات حرام عليكي إنتي عارفه فتون غلبانه وعلى نيتها وعمرها ما هتقدر تفهم الناس ديه فتون طبعها طيب وغلبان ده لولا وجودنا معاها مكنتش هتكون كده 
احمس ارجوك كفايه ضميري بيعذبني ومش ناقصه كلام زيادة لو سليم النجار اذاها هرجع اقفله من تاني وهكون جنات واحده تانيه معاها فلوس تقدر تقف في وش اي حد أنت متعرفش ارض أبويا ديه تساوي اد إيه 
هتفت عبارتها الأخيرة وقد استوحشت عيناها وهي تتذكر تلك النظرة الساخطة التي رمقها بها ابن عم والدها عندما ذهبت إليه حينا إلتقت به في مقر عملها بشركة النجار وجعتها تلك النظرة المتكبرة ولو كانت نسيت قديما أمر الأرض التي ترك والده حقه لله فهي لن تتركها فابن عم والدها رجل ثري بشدة ورغم ذلك ما زال رجل طامع جشع 
فاقت على صوت احمس 
هتنقذيها بعد ما تضيع يا جنات 
هتفت بشرود 
هو بيحبها 
ديه إحتمالات 
اي شئ في الدنيا مبنى على الإحتمالات يا احمس هتقف جانبي ولا لاء يا احمس 
واردفت بتطلع نحو المستقبل 
هساعدك تحقق حلمك وتفتح مكتب بعد ما تخلص جامعتك 
عادت لواقعها تلتقط أنفاسها الكل بحث عن مصلحته حتى جنات التي كانت قدوتها في يوما ما 
ضحكت ساخرة من نفسها فكل من إتأخذته قدوة كانت الأيام تثبت لها كم هي مغفلة 
نهضت من فوق فراشها الجديد في تلك الغرفة الفسيحة فلم يعد لديها مكان إلا هنا هي وأهلها بالفعل تحت سيطرة سليم النجار
اتجهت نحو المرحاض تتوضئ وافترشت سجادة الصلاة تسبح إلى أن يحين موعد صلاة الفجر تدعو الله أن ينقذها من ذلك العالم المظلم الذي لم تعد تراه إلا غابة ينهش فيها الضعفاء 

تعلقت عينيها بعينين كاميليا وسرعان ما اشاحت عينيها عنها تجمدت عينين كاميليا للحظات ولكن عادت ملامحها تنبسط تهتف بتوتر 
عامله إيه يا ملك 
و رد مقتضب كانت ملك تهتف به قبل أن تعود لدغدغت الصغار والضحك معهم طالعتها كاميليا في صمت واتاخذت جانبا وقد وضعت لها الخادمة فنجان قهوتها بعد ترحيبها بها 
طال الوقت وكاميليا في نفس جلستها تطالع ملك مع الصغار وقد شعرت بتغير فيهما الصغار يهتفون باصوات ليست مفهومه ولكن اخيرا أصبحوا كمن مثلهم سنا
ما ما 
هتف الصغير عبدالله بتلك الكلمة التي إستطاعت تفسيرها كلا من كاميليا وملك التي سرعان ما اتسعت ابتسامتها وضمته إليها
حبيب ماما 
وعندما وجد عزالدين الصغير أخيه بين احضانها القى عليها جسده الصغير يريد أن ينال أيضا هذا الدفئ 
التمعت عينين كاميليا بالدموع هكذا تمنت لأحفادها أم وحياة طبيعية 
انصرفت كاميليا دون حديث فهي تعلم تماما أن ملك لم تعود لحياتهم إلا من أجل الصغار 
وكما وعدت ابنها
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 298 صفحات