رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
أطلقت منه لأنه كان راجل وحش ضيعني وحرمني من بنتي اللي معرفش عنها حاجة
والعبارات تتدافق على عقله دون هوادة تنهد بسأم ومسح فوق وجهه متمتما
أنت إيه اللي بتفكر فيه ده يا جسار صحيح جيهان مش نفس الصوره اللي كنت شايفها فيها بس هي بتحبك
جسار
تعلقت عيناه بها بعدما هتفت اسمه وقد استيقظت للتو من غفوتها القصيرة
اقتربت منه بتمهل تتلاعب بحمالة ثوبها
يعني بقيت احسن يا حبيبي
ومن نظرة عينيها إليه كان يعلم ما هو قادم وإمرأة فاتنة تعرف كيف تصنع طرقها وتنفذ دورها اغوته بطريقتها ومع الوقت كان يستجيب لها ينهل منها كل ما تقدمه وهي اكثر من سعيدة همست بأنفاس متقطعه
بحبك
عاد ليغرق في لذته مبتسما وقد ضاعت كلمة حبها التي لا يراها في عينيها إلا إنها مجرد كلمة تنطقها وليس هو رجل أحمق أن لا يفسر الكلمة
ازاحها برفق عنه ونهض فوقعت عيناه عليها في غفوتها
إيه اللي حصلك يا جسار مش ديه جيهان اللي كنت ھتموت عليها
والإجابة كانت مفقودة
حاولت النوم لمرات عديدة ولكن مهما حاولت
فالنوم هذه الليلة بعيدا عنها التقطت هاتفها تفتح الرساله التي بعثها إليها بعدما حاول لمرات عديدة مهاتفتها
كلمة وراء كلمة كانت تعيد قرائتها ولكن عندما وقعت عيناها على اسم جنات إبتسمت في تهكم مرير فحتى جنات قد إستطاع شراء ولاءها له جنات التي كانت ضد سليم النجار أصبحت تخبرها إنه رجل رائع ومحب
عادت لكي تأخد الورقة التي دونت فيها الأشياء حتى لا تنسى غرض
معقول يا جنات أنتي تعملي كده أنتي مش عارفه فتون بتثق فيكي أد إيه ده أنتي السبب الأساسي في خضوعها إنها توافق تتجوزه
تخشب جسدها وبصعوبة إستطاعت تحريك قدميها لتتوارى عن أعينهم
ابتعد احمس عن جنات يزفر أنفاسه بضيق
حرمتوها ليه إن يكون ليها حق توافق أو ترفض أنا مصډوم يا جنات
صړخت به جنات حانقه
يييه أنت مالك مضايق كده ليه لتكونش حبيتها يا احمس
طالعها احمس بتوتر
انا برضوه كنت حاسه بنظرات إعجاب منك ليها احمس أنا بعتبرك اخويا الصغير فتون وسليم النجار حكاية طويلة وعجيبة وحكايتهم مهما طالت كانت هتتجوزه عارف ليه
وصمتت قليلا تلتقط أنفاسها بحزن عما فعلته ويؤنبها
لأن الناس اللي زي سليم النجار لما بتعوز حاجة بتاخدها المطعم ده من أملاك سليم النجار الجمعية اللي بتساعد فتون عمته هي أحد مؤسسينها يعني تمويل الجمعية من فلوس عيلة النجار حتى أهلها بتتكفل بيهم عمته يعني حياة فتون كلها عيلة النجار متحكمة فيها حتى خروجها من السچن لما اتلفقت ليها القضية سليم النجار هو اللي دفع الكفالة وخرجها زي الشعرة من العجين يعني عاجلا او آجلا فتون هتكون ليه هو بيحبها وده اللي شوفته في عينه بس الله واعلم هيستمر الحب ده ولا هيكون مجرد نزوة ويكتشف بعد كده إنه اختار الزوجة الغلط اللي متنسيبش مكانته
حرام عليكي يا جنات حرام عليكي إنتي عارفه فتون غلبانه وعلى نيتها وعمرها ما هتقدر تفهم الناس ديه فتون طبعها طيب وغلبان ده لولا وجودنا معاها مكنتش هتكون كده
احمس ارجوك كفايه ضميري بيعذبني ومش ناقصه كلام زيادة لو سليم النجار اذاها هرجع اقفله من تاني وهكون جنات واحده تانيه معاها فلوس تقدر تقف في وش اي حد أنت متعرفش ارض أبويا ديه تساوي اد إيه
هتفت عبارتها الأخيرة وقد استوحشت عيناها وهي تتذكر تلك النظرة الساخطة التي رمقها بها ابن عم والدها عندما ذهبت إليه حينا إلتقت به في مقر عملها بشركة النجار وجعتها تلك النظرة المتكبرة ولو كانت نسيت قديما أمر الأرض التي ترك والده حقه لله فهي لن تتركها فابن عم والدها رجل ثري بشدة ورغم ذلك ما زال رجل طامع جشع
فاقت على صوت احمس
هتنقذيها بعد ما تضيع يا جنات
هتفت بشرود
هو بيحبها
ديه إحتمالات
اي شئ في الدنيا مبنى على الإحتمالات يا احمس هتقف جانبي ولا لاء يا احمس
واردفت بتطلع نحو المستقبل
هساعدك تحقق حلمك وتفتح مكتب بعد ما تخلص جامعتك
عادت لواقعها تلتقط أنفاسها الكل بحث عن مصلحته حتى جنات التي كانت قدوتها في يوما ما
ضحكت ساخرة من نفسها فكل من إتأخذته قدوة كانت الأيام تثبت لها كم هي مغفلة
نهضت من فوق فراشها الجديد في تلك الغرفة الفسيحة فلم يعد لديها مكان إلا هنا هي وأهلها بالفعل تحت سيطرة سليم النجار
اتجهت نحو المرحاض تتوضئ وافترشت سجادة الصلاة تسبح إلى أن يحين موعد صلاة الفجر تدعو الله أن ينقذها من ذلك العالم المظلم الذي لم تعد تراه إلا غابة ينهش فيها الضعفاء
تعلقت عينيها بعينين كاميليا وسرعان ما اشاحت عينيها عنها تجمدت عينين كاميليا للحظات ولكن عادت ملامحها تنبسط تهتف بتوتر
عامله إيه يا ملك
و رد مقتضب كانت ملك تهتف به قبل أن تعود لدغدغت الصغار والضحك معهم طالعتها كاميليا في صمت واتاخذت جانبا وقد وضعت لها الخادمة فنجان قهوتها بعد ترحيبها بها
طال الوقت وكاميليا في نفس جلستها تطالع ملك مع الصغار وقد شعرت بتغير فيهما الصغار يهتفون باصوات ليست مفهومه ولكن اخيرا أصبحوا كمن مثلهم سنا
ما ما
هتف الصغير عبدالله بتلك الكلمة التي إستطاعت تفسيرها كلا من كاميليا وملك التي سرعان ما اتسعت ابتسامتها وضمته إليها
حبيب ماما
وعندما وجد عزالدين الصغير أخيه بين احضانها القى عليها جسده الصغير يريد أن ينال أيضا هذا الدفئ
التمعت عينين كاميليا بالدموع هكذا تمنت لأحفادها أم وحياة طبيعية
انصرفت كاميليا دون حديث فهي تعلم تماما أن ملك لم تعود لحياتهم إلا من أجل الصغار
وكما وعدت ابنها