الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 68 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


نص ساعة يا فتون 
تجمدت عينيها نحوه الطبق واسرعت في النهوض 
لو مستنتيش عشان اوصلك مش هتوصلي في الميعاد خالص غير دكتور تامر هيطردك 
فتحت باب الشقة دون أن تعبأ بهتافه وكم كان حانقا من تصرفها عقله يهتف به بأن لا يتهاون ولكن قلبه يطالبه بالصبر فهو من جعلها كارهة له فهو من إستغل والدها هو من وضع قانون صك ملكيته وهو من أرادها 

من حسن حظه لم تجد سيارة أجرة ومن سوء حظها ندمت لرفضها عرضه رأته وهو يصعد سيارته فاشاحت عينيها عنه 
فوقف بسيارته أمامها 
فتون اركبي وبطلي عند مصلحتك دلوقتي تروحي محاضرتك بدل ما انتي مضيعه اغلب المحاضرات وديما مطرودة منها 
صعدت حانقة فابتسم ولكن سرعان ما اخفاها حتى لا يزداد حنقها
هتعملي إيه بعد الكلية 
لم تجيب عليه فعاد يكرر سؤاله ولكنها ظلت صامتة تخبر حالها لا بد أن تحارب ذلك الرجل وتثأر لحالها 
دلفت المحاضرة متأخرة كالمعتاد ولكن تلك المرة لم
تطرد منها فالدكتور تامر أخبرهم اليوم أن لا أحد سيطرد من تلك المحاضرة لأهميتها ولكن بعد إنتهاء المحاضرة وإستدعاء دكتور تامر لها جعلها تعلم أن عدم طردها اليوم كان وراءه سليم النجار فدكتور تامر صديق للعائله والكثير من الشكر والمدح في عائلة النجار وخاصة سليم وكم يعتبره اخ صغير له 
غادرت مكتب الدكتور تامر وسارت دون هدف فانتبهت على صوت أحمس ثم اقترب منها يسألها بلهفة وقلق 
انتي كويسه يا فتون حقيقي من امبارح قلقان عليكي من ساعة اللي حصل وأنا مصډوم مش ده نفس الراجل اللي شوفته في المطعم 
واستطرد في حديثه وهو يسير جوارها 
أنتي كنتي تعرفيه مش كده يا فتون 
لفظت أنفاسها ووقفت قبالتها تطالعه 
أحمس ديه حكاية طويله ومش حابه اتكلم فيها ممكن 
احترم رغبتها واطرق عينيه خجلا من فضوله وثرثرته 
هنفتح المطعم ولا خلاص كده 
والإجابة كان يحصل عليها أحمس وهم يمارسون مهمتهم في إعداد الطعام وترتيب المطعم 

نظر نحو سائقه الذي دلف للتو وأطرق رأسه يخبره عن عدم قبولها بأن يصطحبها لوجهتها 
رفضت يا بيه ومشيت مع الواد إياه اللي شغال معاها في المطعم 
إنصرف السائق بعدما أشار إليه سليم بالمغادرة قبض فوق القلم حانقا وشعور الغيرة يتغلغل داخله 
نهض عن مقعده وقد اتخذ قراره أن يذهب إليها ويرى بعينيه ماذا تفعل 
دلفت مديرة مكتبه تخبره عن وجود جنات ورغبتها في رؤيته 
وقفت جنات قبالته وهو كان خير من يعلم ماذا تريد منه 
ساعدتك إنك تتجوز فتون وجيه دورك إنك تنفذ وعدك وتساعدني اخد ارض أبويا الله يرحمه من ابن عمه 

تجمدت عينين جيهان نحو النادل الذي وقف يقدم لهم الطعام في ذلك المطعم الذي اختاره جسار لتناول غدائهم إرتجف جسدها تنظر نحو يديها تفركهما في توتر 
حببتي الاكل هنا هيعجبك حقيقي يجنن 
ابتسمت جيهان حتى لا تشعره بشئ ورفعت عينيها نحو النادل الذي وقف يرمقها ساخرا 
لم تمس من طبقها إلا القليل فعينيها كانت مع الواقف في أحد الأركان ينظر إليها پحقد وكأنه يخبرها إنه لن يتركها 
مبتاكليش ليه يا حببتي
وضعت يدها فوق يده ورسمت فوق شفتيها إبتسامة هادئة خفت خلفها مشاعر خۏفها 
ماليش نفس وعايزه امشي من هنا 
إبتسم وهو ينهض عن مقعده وقد مسح شفتيه بالمحرمة البيضاء 
اوك يا حببتي هدخل الحمام وهرجع نحاسب ونمشي مع إن المكان هنا تحفه
إرتاحت قليلا ونهضت عن مقعدها حتى تغادر وتنتظره جوار السيارة ولكن حركتها تجمدت وهي ترى ما تخشاه يتحقق جسار يقف يتحدث مع النادل وظهره إليها ابتلعت لعابها وهي تراه يلتف نحوها يرمقها بملامح جامدة

تشبثت عيناها به تحاول جاهدة أن تفسر ملامحه لقد عاد إلى طاولتهم بعدما إستكمل خطواته نحو دورة المياة وبكلمات مقتضبة كانت تغادر خلفه المطعم تخشي ما هو قادم 
هو أنت تعرف الويتر
وتوترت وهي تكمل باقية سؤالها
أصل وقفته معاك كأنه يعرفك معرفة شخصية 
الټفت نحوها فازدردت لعابها فعاد يركز بعينيه نحو الطريق
معرفه قديمة أيام ما كنت بخدم في الشرطة
حدقت به جيهان طويلا تقلب رده المختصر في عقلها
وأنت بتقدر تفتكر كل الناس اللي عرفتهم زمان
رمقها بنظرة خاطفة
جيهان في إيه أنا شايف إن الموضوع ملهوش لازمه إنك تحققي في
جمدها جوابه فحاولت ضبط نفسها فما هذا الهراء الذي تفعله هو لم يقف معه إلا دقيقتين لا أكثر صړخت داخلها لحالها حانقه من نفسها ترسم فوق شفتيها إبتسامة هادئة
أسفه يا جسار أنا مش عارفه فيا إيه إظاهر إن تأخيرها موترني شوية
واستطردت بحديثها حالمة تضع بيدها فوق بطنها
لو كنت حامل يا جسار 
وقبل أن تردف بباقي عبارتها كان يعود بعينيه إليها
اتمنى ده ميحصلش يا جيهان لاني مش عايز أطفال حاليا واظن إن إحنا إتفقنا على كدة
بهتت ملامحها فأكثر الأشياء التي أصبحت تعرفها عنه إنه لا يحب إجباره على شئ صحيح جسار حنون و رجل يعرف تماما كيف يجعل المرأة تشعر بكاملها إلا إنه ذو طباع سيئة ظنت إنها ستستطيع خداعه ولكن هيهات هو يعطيها ما يريد إعطاءه لها
زفرت أنفاسها تغمض عينيها وقد رفعت يدها عن بطنها فما الذي ستفعله عندما يدرك إنها خالفت إتفاقهم ولم تتناول تلك الحبوب
أنتي قبلتي محمود قبل كده يا جيهان 
جف حلقها فابتلعت لعابها تنظر إليه تهتف بتعلثم 
محمود مين 
صوب عينيه نحوها للحظات وعاد يركز عيناه على الطريق يهتف ببطئ 
محمود الجرسون 
اعرفه منين يا جسار ومن أمتي أنا بعرف الناس ديه
تمتمت عبارتها بعصبية وسرعان ما أدركت فداحة فعلتها 
مالك اتعصبتي كده ليه ده مجرد سؤال يا جيهان 
بجد أنا اتخنقت يا جسار إحنا خرجنا نغير جو ولا خرجنا نتكلم عن الجرسون ووقفتك معاه 
هتفت عبارتها الأخيرة بتهكم فطالعها بعدما أوقف سيارته في جراح البناية التي يقطنون بها 
أصله بيشبه عليكي 
تجمدت ملامحها ولكن سريعا عادت لطبيعتها تشير نحو حالها 
بيشبه عليا أنا لا أنا معرفش ناس بالأشكال ديه الصراحه 
وبدهاء إستطاعت إنهاء الحديث فانحنت قليلا تدلك جبهتها بتآوه 
مش عارفه الصداع مش راضي يخف ليه راسي ھتنفجر 
زفر أنفاسه زفرات متتالية وترجل من سيارته نحوها ابتسمت وهي ترى يده الممدوة لها بعدما فك عنها حزام الأمان 
ضم خصرها إليه نحو المصعد إلى أن دلف بها الشقة أعطاها مسكن وقد شعر بالضيق من حاله فكيف لسؤال هذا النادل الذي بالفعل يعرفه قديما جعله يشك بزوجته 
حاسس إن شوفت مرات حضرتك قبل كده فاعذرني من سؤالي ونظراتي عليها أصلها نسخه طبق الأصل من طلقيتي يا بيه 
تمدد فوق الأريكة يطالع التلفاز بشرود وعقب سيجارته بين شفتيه والعبارة الأخيرة تتردد 
أصلها طبق الأصل من طليقتي 
أنا كنت متجوزه قبل كده يا جسار
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 298 صفحات