الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 67 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


الشباك وتهرول في صنع كوب الشاي 
اتسعت ابتسامة ملك ثم عادت تضحك دون توقف وهيئة بسمة المذعورة لا تترك مخيلتها 
التقطت هاتفها دون أن تنظر نحو رقم المتصل بعدما شرع في الرنين 
رفرف قلبه وهو يستمع لنبرة صوتها السعيدة وبصعوبة هتف بعدما علم إنها أنتبهت أنه من يهاتفها 
وصلتي 
أطلقت تنهيدة قوية ووضعت بيدها فوق دقات قلبها المتسارعه

بكرة هجيلهم وهفضل اجيلهم لحد ما تقتنع وتعرف إنهم محتاجني
عشان أربيهم وأرعاهم 
تصبحي على خير يا ملك 
أنهى المكالمة بعدما أدرك أن الحديث سيأخدهم لمنعطف مسدود نظرت نحو هاتفها بعدما أغلق الخط بوجهها فاسرعت في دق رقمه 
أنت ازاي تقفل المكالمه في وشي 
اتنفسي براحه يا ملك
و رسلان أصبح يعرف معنى المراوغة بجدارة التقطت أنفاسها بصعوبة وأخذت تهدأ رويدا رويدا 
انا عايزة ولاد اختي يا رسلان أنت شايف اتعلقوا بيا ازاي في أيام قليلة 
انتظرت جوابة الذي طال ولولا صوت أنفاسه لكانت ظنت إنه أغلق المكالمة للمرة الثانية أبعدت الهاتف عن أذنها فقد مرت دقيقة وهي تنتظر سماع جوابه وقبل ان تهتف باسمه كان يعطيها الاجابه 
و أنا مش هضيع ولادي يا ملك ولا هضيعك انتي كمان الصبر واتعلمته كويس و رسلان القديم خلاص إنتهى رسلان الجديد مبقاش يعرف يعني إيه تضحية عشان يراضي اللي حواليه 
وها هي المكالمة يغلقها دون أن ينتظر سماعها تجمدت عينيها نحو الهاتف وعباراته تتردد في أذنيها
ثواني وكان الهاتف يعلن عن وصول رساله وتلك الرساله كانت مجموعة من الصور تجمعهما وصورة وراء صورة كانت تذكرها بالذكريات القديمة ودون شعور منها كانت تقرب وجهه إليها تتأمل ملامحه وقلبها يعود ليخفق يخفق پجنون يذكرها أن هذا الرجل هو حبها القديم هو حلمها الذي سرق منها سرقته ناهد لتجعله زوج لأبنتها رسمت لشقيقتها الخطة ببراعة وشقيقتها سارت عليها تعمقت في النظر إليه وحديث ناهد الأخير عاد يخترق أذنيها 
رسلان حافظ على سر مها رسلان لم يترك صغيريه إلا لأنه كان مجروح كما جرحت هي فتركت لهم عالمهم ووافقت على عرض السيدة فاطمة وتزوجت من جسار 
انتبهت على تلك الطرقات الخافته ولم تكن إلا بسمة أسرعت بسمة في الدلوف بعدما فتحت لها الباب 
كنت هتقفش يا ملك ده انا ما صدقت فتحي اتكيف ومبقاش حاسس بحاجة ملك مالك واقفه كده ليه 
اردفت بسمة متسائلة بعدما أدركت أن ملك لم تكن معها اقتربت منها تنظر نحو الهاتف فوقعت عينيها على صورة ذلك الوسيم الذي تعرفه 
دكتور رسلان توم كروز في شبابه 
بهيام كانت بسمة تطالع الصورة وتقلب شفتيها مقتا
ده لو البنات في المصنع معايا شافوا هيضربه عبده المقشف بالجذمة القديمة 
واستطردت متسائلة 
ملك انتي سمعاني
انتبهت ملك اخيرا وقد نالت الذكريات منها وأخذتها لأيام ظنت إنها أنساها لها الزمن
على فكرة الراجل ده بيحبك اوي يا ملك
تعلقت عينين ملك بها فسارت بسمة نحو الأريكة تجلس عليها وتستطرد بحديثها
لما عمي عبدالله جيه يعيش هنا وسطنا كان بيزوره يوميا سمعتهم مره كانوا بيتكلموا عنك وعمي عبدالله كان بيترجاه ميسيبكيش ولا يتخلى عن مها
واردفت بمقت وڠضب وهي تتذكر تلك السيدة التي كانت سبب في كل ما حدث وقد علمت عنها عندما التقطت أذنيها بعض من حديثهم الذي أصبحت تفهمه اليوم بعد مرور هذه السنوات 
الست ديه هي السبب لو مكانتش حربت حبكم و دورت على سعادة بنتها وبس لكنها ست أنانيه وبنتها كمان زيها أنتي طيبه اوي يا ملك رغم كل اللي حصلك منهم رجعتي عشان ولادها تربيهم
مها مكنتش وحشه يا بسمة ناهد على السبب
هتفت بها ملك واسبلت اهدابها تخفي دموعها
عارفه يا ملك لو كنتي بتحبي جسار كان جوازكم تم مافيش ست وراجل بيكون بينهم مشاعر ويقدروا يقاوموا غريزتهم
علقت عينين ملك بها ف الحديث لا يخرج إلا من إمرأة ناضجة ذات تجربة وليست فتاة في العشرين من عمرها هي التي أتمت الثامنة والعشرين لا تعرف تلك المشاعر التي تقود نحو الرغبة
لا اوعي تفهميني غلط
لفظت بسمة عبارتها وقد توردت وجنتيها خجلا من نظرات ملك الفاحصة
يقطعهم البنات معايا في المصنع مش وراهم حكاوي غير كده بقى عندي خبرة اد كده
ومدت يديها حتى تصف لها مقدار خبرتها وكالعادة عندما تشعر بالحنق من أمر ما تقلب شفتيها لاسفل 
وابن الحلال مش راضي يجي وسايب فتحي يبيع ويشتري فيا بس هو اللي خسران 
والحديث مع بسمه كان يأخد منعطف أخر منعطف يتقافز معه القلب من شدة الضحكات 

فتحت عينيها بعدما شعرت بشئ غريب يسير فوق وجنتها ابتسم وهو يراها كيف تحدق به وكأنها لا تستوعب الأمر ردة فعلها كان يتوقعها مما جعله يتقبلها بصدر رحب فالطريق مازال طويلا بينهم
أنت بتعمل إيه هنا 
وبهدوء كان يسحب حاله من فوق فراشها يضبط من وضع ساعته
عندك محاضرة بعد ساعة ونص واظن مافيش وقت قدامك
التقطت هاتفها تطالع الوقت فانتفضت من فوق الفراش وانتصبت على قدميها تنظر نحوه پغضب
عدي من الساعة عشر دقايق واخرتيني على إجتماعي
طالعته بذهول فمن هذا الرجل الذي أمامها اليوم
عدي خمس دقايق
تركته مندفعة نحو المرحاض تطالع هيئتها في المرآة تلتقط أنفاسها غادرت الغرفة بعد نصف ساعة ولم يعد أمامها أي وقت إضافي حتى تتدلل في خطواتها ركضت نحو باب الشقة دون أن تهتم بشئ أخر فعقلها هذه اللحظة مع تلك المحاضرة وذلك المحاضر الذي لا يستطيع أحد الدلوف بعده 
رايحه فين قبل ما تفطري
توقفت في مكانها واستدارت نحوه
رايحه الجامعه ومتأخرة يا سليم باشا ومش عايزة افطر 
حاول تجاوز نبرتها المتهكمه واندفع صوبها الټفت تكمل سيرها ولكنه كان أسرع منها فالتقط ذراعها 
ظنته سيمارس عليها سطوته كما كان يفعل بها حسن قديما وكما فعل هو تلك الليله وكما فعل الكثير منهم 
مش هتمشي غير لما تفطري وبعدين انا هوصلك يا فتون
نفضت ذراعها عنه ترمقه بنظرة خاليه من أي شئ
شكرا وفر حنانك لحد تاني مش الخدامين ولاد الفلاحين 
تجمدت عينيه ولكن سرعان ما استرخت ملامحه مجددا
قولت هتفطري يعني هتفطري مش معقول اكون محضرلك الفطار بنفسي وترفضي ده وبما اني راجل مش معطاء ومستغل فاعرفي الفرصة مش هتكرر تاني 
وكأنه فتح لها الطريق حتى تجد ما تصنعه في خيالها فتثبت لقلبها كم هو رجل مخادع وإذا ارتجف ودق في وجوده سيكون خائڼ ضعيف 
عارفه دوري بعد كده مع سليم بيه النجار هكون خدامه 
اجلسها عنوة فوق المقعد فطالعت الطاولة المعدة وكأن أحدهم أعدها وليس سليم النجار الذي إعتاد أن يخدمه الجميع 
دورك إنك مراتي وملكة في بيتك يا فتون 
نفضت يده الممدودة إليها فسقطت الشوكة من يده 
قولت مش عايزة منك حاجة مش عايزة حاجة منك أنت بالذات 
وبسلاسة كان يجيبها 
فاضل على المحاضرة
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 298 صفحات