الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 152 من 298 صفحات

موقع أيام نيوز


لأنها السبب فيما حدث.. فكثيرا ما نبهت أحمس على نظراته التي ټخونه نحو فتون التي لم تعد جارته الضعيفه التي يجب عليه حمايتها والإعتناء بها بطريقة ملفته 
 أنا قولتلك قولي الله اكبر في عيني.. طلعت عيني وحشه
لم تتحمل فتون حديثها الذي اجبرها على الضحك
 ايوة كده اضحكي اللي انتوا بقيتوا فيه ده يا فتون حاجه عاديه في الجواز..  مع الوقت هتلاقي نفسك لا انتي عارفه ليه بتتخانقي ولا هو عارف السبب ..

 كأنك خبرة يا جنات
ارتسم الألم فوق ملامح جنات ولكن سرعان ما تمالكت تأثرها
 فتون سليم بيحبك وديه حقيقه كل يوم بتأكد منها.. فحافظي عليه وحاولي تتكلمي معاه بلاش كل معلومه بتاخديها تطبيقها عشان تظهري ليه بصورة الست الناضجة وفي نفس الوقت حاولي تتجاوزي صورة الخدامه اللي لو فضلتي حطاها في دماغك هتفضلي شايفه نفسك قليلة.. شوفي نفسك عالية يا فتون
وبتعقل أصبح مختلف لدي جنات فهي لا تريد لها أن تفشل زيجتها الثانية وتعيش طيلة عمرها بأحلام خائبة
 اقفى قدام المراية وشوفي فتون الجديدة.. فتون اللي قدرت تتجاوز كل شئ وتدخل كلية الحقوق.. فتون اللي قدرت ټخطف قلب راجل زي سليم النجار.. فتون اللي كلها تلت سنين وتتخرج من الجامعه وتدخل المحكمه تدافع عن الناس..
اقتربت فتون من مرآتها تنظر لهيئتها.. شعر معقود بترتيب ملامح متوردة رغم تورم عيناها من البكاء.. جسد بدء ينضج وليست تلك الصورة التي مهما هربت منها مازالت مرسخة في عقلها
صورة الخادمة ذات الضفائر والجلباب البسيط
 جوزك بيغير عليك يا فتون.. وأي راجل بيحب مراته هيغير عليها حتى لو كان أحمس بالنسبه ليك مجرد اخ وأصغر منك
هتفت بها جنات بعدما استجمعت قواها وابتلعت المرارة التي استوطنتها تعطيها الجواب على سؤالها الذي سألته لها في بداية مكالمتهم لما كاظم لا ينظر لاحمس كما ينظر له سليم
تراجع كاظم بخطواته عن غرفتها بعدما أستمع لحديثها بالكامل 
دلف غرفته واقترب من فراشه يجلس فوقه بعدما ثقلت أنفاسه بشعور غريب عليه..
 ليه بدأت تتحرك أنت كنت مت من زمان.. مت مع القسۏة
لم يمنحه قلبه الجواب فالراحه باتت بعيده عنه منذ أن دخلت حياته إنه بدء يهزم.. يهزم في طريق الحب الذي يعرف نهايته السقوط دون رجعه
وفي خضم معركته مع مشاعره كانت تندفع داخل الغرفه تهتف به بملامح جامدة أجادة رسمها
 أعمل حسابك اول ما تخلص الرحله ونرجع مصر هرجع شقتي علي طول و ورقة الطلاق توصلني.. لا إلا المحاكم هتكون بينا
والذهول وحده ما كان يرتسم فوق ملامحها وهي تراه يضحك بقوة وكأنها تخبره بمزحه
فاقت من ذهولها واقتربت منه حانقة وقد ارتسم التهكم فوق شفتيها
 بيتهيألي مقولتش نكته عشان تضحك بالطريقة ديه
توقف عن الضحك وهو يراها تطالعه بمقت.. تهز ساقيها مستاءه تنتظر جوابه وإقراره بالموافقة على حديثها 
وسرعان ما كانت تشهق صاړخه بعدما أجفلها وجذب ذراعها نحوه
 مش عارف قولتها ليك قبل كده ولا لاء..
 كاظم النعماني مبياخدش أوامره من حد
حاولت دفعه مجددا ولكنه كان مصر على نيل ما يريده هذه اللحظه ا حتى يشعر بذلك الشعور الذي كان يشعره معها.. عندما كانت راغبه مستمتعه بين ذراعيه
دفعته عنها بكل قوتها .. ترمقه بازدراء أصابه ولكنه تجاوزه ينظر إليها مستمتعا 
 ياريت تكوني جاهزة بعد ساعه عشان ميعاد الرحلة
خرجت شهيرة من المطعم بملامح حانقة لا تستوعب حتى الأن كيف لابن السائق الذي كان والده مستخدم لديهم.. أصبح من المستثمرين وقد عاد للوطن ليستثمر فيه
 اوعي تكون اتضايقت من أسلوب شهيرة يا ماهر باشا
طالعه الجالس بعدما اشاح نظراته الجامدة التي كانت عالقة بها وهي تغادر شهيرة الأسيوطي المرأة الجميلة التي ورثت جمود المشاعر والكبر وقله الذوق من عائلتها
 مافيش مشكله يا حامد باشا خلينا نرجع لكلامنا
ابتسم حامد فمازال باشا كما هو ولكنه نسي إنه منذ لحظات كان ينعته أيضا بنفس اللقب وقد تساوت الرؤوس
توقفت شهيرة أمام سيارتها بعدما تعالا رنين هاتفها.. زفرت أنفاسها بحنق وهو تري رقم دينا وبتأفف كانت تجيبها
 خير يا دينا وياريت لو معندكيش حاجه تفيد تقفلي.. لأني مزاج مش تمام
ابتسمت دينا تنظر لذلك الذي كان يشاركها الفراش منذ ساعات..
 بدل ما تباركيلي على خطوبتي
امتقعت ملامح شهيرة فما الجديد الذي تعيشه هذه المرأة إلا الزواج والطلاق
 أنا فكرت في حاجة ټحرق ډمها زي ما هي حارقه دمك..
وبوداعه اردفت بعد أن وجدت شهيرة تترك لها أذنيها وتسمعها خاصة بعدما صمتت
 متهونيش عليا يا شهيرة تفضلي في كفة الست المهزومه وسيرتك على كل لسان في النادي والحفلات
 مين اللي بيتكلم عني قوليلي مين يا دينا وبلاش شغل التلميح ده
 دول كتير يا شهيرة بس محدش يقدر يتكلم قدامك
اطبقت شهيرة فوق هاتفها پغضب تلعنهم جميعا وتلعنها معهم
 خليني اقولك ټحرقي ډمها إزاي وتخلي الكل يعرف إنها لسا خدامه عند سليم..
يتبع..
بقلم سهام صادق

الفصل الخمسون
_ بقلم سهام صادق
اقتربت شهيرة من باب الحجرة التي وقفت أمامها منذ ساعات تستمع لصراخه عليها وضعفها أمامه.. ف مثيلاتها هكذا ينحنون ويضعون أنفسهن تحت الأقدام حتى يعيشون في ثراء أتاهم بعد جوع بل و كان حلما بعيدا
هي مؤمنة بالتوافق الفكري والاجتماعي.. ولا تتنبأ لهذه الزيجة إلا بالفشل.. وسليم كعادته مهما أعطى وأظهر من نبله هي متأكده تماما إنه سيضجر منها حينا يرى أمرأة أخرى مختلفة
وضحكة مستهزءة خرجت من شفتيها.. فهي لم تعد تفهم شخصية الرجل الذي توغل داخلها وجعلها لا ترى رجلا غيره
والضحكة اتبعتها مرارة اقټحمت حلقها بعلقمها فسليم حتى اليوم لم يظهر ندمه من هذه الزيجة ولم تتمكن أي امرأة من جذبه إنه بات مخلصا ملتزما متفاني في عمله كعادته.. فقد كان رجلا مختلفا في فترة زيجتهم.. الفترة التي ركضت هي وراء طموحاتها بشراسة حتى تنال رئاسة الشركة من شقيقها بعد ۏفاة والدهما
وحقيقة موجعة ها هي تضربها في مقټل سليم صار مؤخرا يوكل عنه نائبه المخلص  كامل في الكثير من رحلات العمل وإذا فكرت بالأمر.. ستجد الغيرة والحقد ټقتلها بل قټلتها منذ زمن
حاولت قدر استطاعتها السيطرة على تلك المشاعر السلبية التي اخترقتها وقد توغلت فكرة دينا التي تراها كيد نساء عقلها رغم إنها لم تروقها في البداية
وبخطوات هادئة تقدمت مع إبتسامة هادئة رسمتها فوق شفتيها حتى تجيد الدور
ثواني وقفتها تجمع أفكارها المبعثرة تزفر أنفاسها تنفض عباءة الكبرياء عنها.. فحتى لو كان الطلب الذي ستطلبه منها مکيدة إلا إنه بالنسبة لها إهانة
انتبهت فتون على الطرقات وقد كانت جالسه تذاكر دروسها
 ادخلي يا داده ألفت
انفتح الباب وببطئ كانت تدلف شهيرة تقاوم مشاعرها تخشي أن تراها بثوب نوم اختارته له الليلة 
ارتسمت الصورة التي ترسمها لهم كل ليلة حينا تغفو مفكرة كيف تقضي الخادمة ليلة بين ذراعيه كيف تنال من كان لها يوما
عاد الألم يضربها في نقطة عميقة 
 شهيرة هانم
تمتمت بها فتون في صدمة بعدما رفعت عيناها عن الكتاب الذي كانت غارقه في دراسة محتواه لا تستوعب وجود شهيرة لديها
انتبهت شهيرة على صوتها فقد اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة غير مترابطة وبهدوء كانت تعيد خصلة شعرها النافرة دوما من تسريحتها المهندمة
 أنا عارفه إنك مستغربه وجودي في اوضتك يا فتون
طالعتها فتون بتوجس بعدما نهضت من فوق الفراش تعدل من هندام منامتها المحتشمه التي اظهرتها وكأنها فتاة في اطوار مراهقتها وليست امرأة استطاعت تحريك قلب وغريزة رجل كان تاريخه حافل بالنساء وبتوتر اجابتها.. تمسح فوق خصلاتها تخشي أن تكون بمظهر غير لائق فيكفيها ما ترتديه أمامها
 هو وجودك بصراحه غريب في اوضتي..
ثم اردفت وقد ظنت مجيئها لغرفتها للبحث عن سليم
 سليم لسا مرجعش من بره..
 لا لا.. أنا وجودي مش عشان سليم.. سليم بعرف اوصله كويس
نطقتها شهيرة عن قصد تشعر بالراحه وهي تري النتيجة مرتسمة فوق ملامحها .. فملامح غريمتها الصغيره تجهمت وقد انتبهت للتو على ما ترتديه مما زادها اعتزازا بانوثتها التي لم تصل إليها تلك الصغيرة هزيلة الجسد
 طبعا يا شهيرة هانم أنتم مش برضوه تعتبروا شركاء في البيزنس
احتدت ملامح شهيرة لثواني ف الخادمة تلمح لها بالحديث إنهم شركاء لا غير فهل نست من لم يكن قيمة لها وسط النساء إنها أم أبنته..
ابتسمت شهيرة واقتربت منها فهدفها اليوم لا يتطلب منها إلا الهدوء وإظاهر صورتها الودوده
 فتون هو أنا أقدر اطلب منك طلب صغير ..
ارتفع حاجبي فتون في دهشة حتى إنها بصعوبه استطاعت إعادتهم موضعهم بعدما تصلبت ملامح وجهها للحظات من عبارتها
 انا حقيقي محرجة منك بس لما فكرت مين يقدر يساعدني.. ملقتش غيرك أنت.. لكن لو رفضتي مافيش مشكله.. هحاول اتصرف بسرعه رغم إن مافيش وقت وكل المحلات المعروفة ملتزمين باوردرات 
اقطبت فتون ما بين حاجبيها تلك المرة فعن أي متاجر تتحدث.. وما ډخلها هي بالأمر
 فتون ديه كانت شغلتك الاساسيه يعني اكيد هتقدرى تنفذي الموقف ونفرح ديدا
وبحنق اجادة رسمه فوق ملامحها ثم اردفت
 أنا مش عارفه الغلطه كانت من مديرة مكتبي ولا البنت اللي اخدت منها الاوردر.. حصل لخبطه في التاريخ..أنا أصلا هقطع اي تعامل مع المحل ده رغم إنه محل حلويات مشهور اكيد سمعتي عنه
كانت شهيرة تتحدث دون إعطائها فرصة للحديث لكنها فهمت ما تحاول إصاله لها شهيرة بوضوح.. إنها تريدها أن تقوم بهذا العمل هي بالطبع لن ترفض بل ستوافق من أجل الصغيرة ومن أجل إنها تحب هذا العمل وشغوفه به
 أنا معنديش مشكله لاني بحب شغلي القديم .. لكن عيد ميلاد خديجة بكره
ألجم شهيرة ذلك الفخر الذي تتحدث به عن عملها القديم.. فهي تريد إحراجها أمام ضيوفها بعملها.. تظهرها لهم بأنها كانت خادمة ثم بائعة وجبات منزليه و مطعم صغير نالت إستئجاره من جمعية خيرية
 بس ما دام عشان سعادة خديجة أنا هعمل ليها أحلى تورتة عيد ميلاد
وأسرعت في التقاط كراسة وقلما بحماس جعل شهيرة تتسأل هل ستنجح خطتها الفاشلة مع دينا وستتمكن من تسليط نظرات ضيوفها عليها
 إيه اللي ممكن نحتاجه في الحفل 
وأندمجت فتون في إخبارها بما تحتاجه حفلات أعياد الميلاد وقد دونت كل شئ اقترحته لتكون الحفل في أبهى صورة..
غادرت شهيرة الغرفة حانقة دون سبب ترفع هاتفها فوق أذنها حتى تهاتف دينا التي اجابتها مع أول رنين متسائله
 أوعى تقوليلي الخدامه رفضت
 وافقت ومبسوطه كمان إنها هتفرح خديجة..
وزفرت أنفاسها وهي تسير نحو الرواق المؤدي لغرفتها
 قال إيه بتحب بنت وأي حاجة تفرحها.. تعملها وهي مبسوطه
 لا بنت الإية ناصحة.. عايزه تظهرلك بالصورة المثالية وتوريكي أد إيه هي بتحب خديجة
وبتهكم اردفت دينا وقد تجهمت ملامحها هي الأخرى
 هي بس تضمن وجودها أكتر في البيت وتجيب لسليم طفل وهتشوفي صورتها الحقيقية غير سليم بعد ما لسا سامح ليك لحد دلوقتي إقامتك في بيته ومهتم عشان زعل خديجة إشارة منها هتخليك بره ولا هيفرق مع سليم زعل بنته.. الجديدة بتكسب ديما يا شوشو
ارتسم الأشمئزاز فوق شفتي شهيرة تستنكر كلماتها التي أشعلت نيران حقدها ولكنها كما اعتادت تظهر ثقتها في الرجل الذي عاشت معه بضعة سنوات
 سليم مش كده يا دينا أنت متعرفهوش زي ما أنا عارفاه.. ده كان جوزي وأبو بنت.. يعني أكتر واحده عرفاه
توترت دينا وأسرعت في الحديث تداري حقدها
 هو الكلام أخدنا ليه لنقطه تانيه خلينا في خطتنا..
 خطتك أنا متنبأه ليها بالفشل
امتقعت ملامح دينا
 على الأقل بدل ما الناس مش بتتكلم غير على إزاي رجعتي تعيشي في بيت سليم مجرد ام بنته و وجودك مش لطيف بعد ما طلقك و أتجوز يرجعوا يتكلموا عن إزاي قدرت مرات السوق اللي كانت بتخدم عنده تغويه ويتجوزها بعد ما كان متجوز شهيرة الأسيوطي بنت الحسب والنسب
تعمدت دينا تذكيرها كيف تمكن سليم من تجاوزها في مدة قصيرة لا تذكر
...........
ارتسم الذهول فوق ملامح السيدة سعاد وهي تستمع لما تخبرها به بسمه وكيف أصبحت سمعتها ملطخه والجواب إنها تعيش تحت سقف بيته فالمعروف الذي صنعه معها أنقلب عليه
 ليه كل شويه بيعايرني بمعروفه يا داده أنا مهربتش من فتحي غير بعد ما حطني بين نارين.. ياريت
 

151  152  153 

انت في الصفحة 152 من 298 صفحات